13 ديسمبر 2025

تسجيل

إدارة ربع

02 يناير 2013

إدارة قديمة متجددة كلما تجدد مسؤول وصاحب منصب، موظفو الإدارة ممن يجلسون معه في مجلسه، ومن كان معه في دراسته، ومن يذهب معه في رحلاته وطلعاته وفي سفراته، وهؤلاء مستمرون معه حتى لو انتقل من مكان إلى مكان آخر فتنتقل (إدارة ربع) معه. صحيح أن هذه الإدارة غير مكتوبة في الهيكل التنظيمي ولكنها موجودة مع المسؤول وصاحب المنصب العالي - إلاّ ما رحم الله - فهل تستفيد منهم هذه الوزارة أو تلك المؤسسة، وقد يكون تخصصه غير مناسب ومؤهل في المكان الذي يشغله وغير كفؤ، فقط أنه من (إدارة ربع). أما إذا كان من أصحاب الكفاءة العالية والجدارة فلا مانع من تسلمه هذه الوظيفة أو تلك الإدارة فهذا هو المطلوب والمشجع عليه.. فالإدارة ليست استغلال ونفوذ وتنفّع وفزعة مصالح ومعارف وشلة (ربع). فيصبح الانتماء والولاء للمسؤول ولصاحب المنصب لا للمؤسسة، فتقع المصيبة ويعظم الخلل وتتسع الدائرة والخرق، والحذر كل الحذر من الأولويات المعكوسة. إن بيئة عمل مؤسسي كهذه (إدارة ربع) لن تكون بيئة حية مشجعة على العطاء المتواصل والتنافس الشريف الجاد والإنجاز والانتماء المؤسسي لهذه الوزارة أو تلك المؤسسة أو الهيئة، فتغيب المعايير والأنظمة وتنتفي الإجراءات، وكذلك تضيع الحقوق فيتقدم أفراد ويتأخر آخرون يستحقون التقديم، وتقتل أو ترمى الكفاءات، فكأن هذا المكان الوظيفي الذي تسلمه ملك خاص له يوظف من يشاء ويعين من يريد من (إدارة ربع). وتنهار هذه الإدارة (إدارة ربع) عندما يرحل هذا المسؤول ويحل مكانه مسؤول آخر ويتكرر نفس المشهد والسيناريو. متى ينتهي؟ لا ندري!!!. ويمكن أن نحيّد ونضيق على (إدارة ربع) بالوقاية فهي خير من العلاج. ونرجو ألاّ تتحول الإدارة (إدارة ربع) إلى سرطان مؤسسي يجتاح جسم العمل فتتضارب المصالح وتُجتاح بعد ذلك القيم المؤسسية. "ومضة" "الإدارة أخلاق وسلوك ومهارة وفن وتميز وتقدم وحضارة واستلهام للمعاني والقيم المؤسسية والعمل المؤسسي فتتضح الحقيقة وينهض العمل وتُرى بعد ذلك العطاء والإنجازات، وهذا هو المطلوب والمأمول".