13 سبتمبر 2025
تسجيلتحول مونديال قطر من حدث كروي عالمي الى حوار حضارات وفرصة للتعرف على التقاليد العربية والاسلامية الاصيلة بعد ان سيطرت المزاعم على تفكير غالبية الشعوب من بلاد الغرب ان العرب وخاصة المسلمين هم شعوب منغلقة تحكمهم عقيدة متزمتة وان الانسان المسلم مرادف للارهاب. دولة قطر لم تنجح فقط في استضافة هذا الحدث الرياضي، في ظل الإجراءات الإداريّة والفنّيّة واللوجيستيّة والتنظيمات الامنيّة والإداريّة غير المسبوقة في عالم التنظيمات الرياضية، بل اسست لحوار حضارات انطلاقا من دوحة العرب من خلال جمع الشعوب من مختلف اصقاع العالم في بقعة جغرافية يسودها الأمن والأمان ويحكمها القانون لضمان سلامة المواطنين والمقيمين والمشجعين على حد سواء. دوحة ما بعد المونديال ليست كما قبله لان اسم الدوحة بات مرادفا لتمازج الحضارات والتآلف بين الشعوب باستثناء الصورة المشرفة للشعب العربي الرافض التطبيع مع العدو الاسرائيلي وهو ما ابرزته وسائل الاعلام العربية والاسرائيلية ومقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي.كل الفعاليات المصاحبة روعة في دوحة الجميع كما اطلق عليها سمو أمير دولة قطر ولكن ما يميز مونديال قطر 2022 هذا التفاعل الحضاري بين الشرق والغرب ونجاح دوحة العرب بإعطاء صورة للعالم اننا دعاة سلام ومواجهة كل المزاعم الغربية ان الاسلام مرادف للتعصب ، نجحت دوحة السلام في اعطاء الصورة الصحيحة والحقيقية عن الاسلام وعن عاداتنا وتقاليدنا العربية والاسلامية العريقة. ولعل اروع ما تناولته وسائل الاعلام تجربة مشجعات أجنبيات ارتداء الحجاب في بادرة للتعريف بالهوية العربية والاسلامية خلال مونديال قطر وذلك بعد مزاعم الغرب ان الحجاب أداة لقمع المرأة العربية المسلمة. وأبرز ما أفرح قلوبنا مقابلة احدى وسائل الاعلام العالمية مع سيدة محجبة قطرية ترحب بالجميع في دوحة الجميع بما يمثل صورة مشرقة لانفتاح المرأة المسلمة في أبهى صورة. باجماع عربي وعالمي نجحت دولة قطر بتوجيهات من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في ابهار العالم ليس فقط في التحضيرات والبنى التحتية للمونديال وانما من خلال احترام عادات وتقاليد الشعوب وحرية الافراد مع الحفاظ على هوية الدوحة الاسلامية برفض رفع شارات مثليي الجنسية وحصر تناول الكحول في اماكن محددة خارج الملاعب. وسط عالم تسوده الصراعات والمخاوف من أزمة مالية وأزمة غذاء، وحدها دوحة العرب اثلجت قلوب العالم أجمع مع التأسيس لمقاربة جديدة ان العرب قادرون على الارتقاء الى مصاف الدول الكبرى في حال توفرت الإرادة والقيادة الحكيمة ودولة قطر مثالاً.