15 سبتمبر 2025
تسجيلالإنسان له قيمة في هذه الحياة ومنزلة لا تعادلها منزلة ومكانة، فلو جلست تبحث وتقرأ أبد الدهر في جميع الكتب والمصادر التاريخية والموروثات المجتمعية، وفي المذاهب والديانات ما عدا الدين الإسلامي، لن تجد من رفع الإنسان وأعلى مكانته وكرمه غير الإسلام، إنه دين الإنسان بكل ما تحمله هذه الكلمة من معانٍ ودلالات، فقد منح الله تعالى الإنسان المواهب والملكات والطاقات والقدرات لتسخيرها في عمارة الأرض وفاعليته في حركة الحياة ودوره الإنساني الإيجابي حتى أخر لحظة من حياته. والإسلام حث الإنسان على إعمال عقله بكل ما يفيد الإنسانية من تفكير وعلم وبناء وتقدم ونهضة وحضارة، والابتعاد كلية عن كل ما يضره ويضر غيره. وهذه الإنسانية خاصية من خصائص الإسلام الجميلة وأصيلة وحية في كل جوانبه، وذلك لتحقيق الإخاء البشري بشكل عام، ولترسيخ مبدأ المساواة فلا لون يعلو على لون، ولا سلالة بشرية تعتدي على أخرى أو تزدريها، وإن نظرته لإنسانيته نظرة عادلة ترفعه إلى أعلى مكانة إذا ارتقى بفكره وعمله كما يحب خالقه. ورحم الله الأستاذ الدكتور محمد أديب الصالح حين قال "إن الإنسان في نظر الإسلام: ليس آلة أو قطعة من آلة تسير هكذا بلا إرادة، ولكنه ذو قيمة عظيمة، وثروة جدُّ كبيرة في حياة الأمة وبنيتها الحضارية". فكم في الإنسانية من معانٍ وقيم، وكم فيها من أفراح ومشاعر حية. وكم فيها من تعاطف ومشاركة. وكم فيها من ثمار يسعد بها الجميع. وإن ما يفعله إنسان اليوم بانتهاك قوانين الفطرة والتعدي عليها بكل وقاحة وصلافة ومجاهرة بهذا التعدي حتى من قبل مسؤولي أدعياء حقوق الإنسانية، ومن عنصرية بغيضة تراها واقعة في مجتمعات تدعي أنها مع الإنسان، لهو خروج عن إنسانية الإنسان التي فُطر عليها. فعندما يتخلى الإنسان عن إنسانيته يسقط في أوحال المستنقعات، وأسوأ مشكلات الإنسان حينما يتطاول على إنسانيته وينتهك حرماتها، فكم من مدعٍ للإنسانية هو بعيد عنها!. وكم من دول متحضرة تدعو إلى احترام إنسانية الإنسان فإذا هي أول من يكسره ويهينه بعنصريتها وتعديها على قيم الفطرة واغتيالها!. وما بُليت الإنسانية اليوم ببلية أسوأ من تعديها على فطرة الإنسان، بل أصبح لهذا التعدي من أعلام وشعارات وأنصار وأتباع يناصرون هذا القُبح حتى في التظاهرات العالمية منها الرياضية، إنهم يعيشون قصة الضياع والشقاء والغفلة ومشاهد الفوضى والعبث وانتهاك حرمات الفطرة في حركة حياتهم. فما أقبح وما أسوأ ما يدعون إليه، فلا تصدروا لنا قيم الإنسانية، فإنسانيتكم لكم، فنحن تعلمنا الإنسانية قبلكم وتربينا عليها من خلال ديننا الإسلامي. "ومضة" إنسانية الإنسان بما يحمله من قيم وأخلاق وثوابت ومبادئ قائمة على الدين الصحيح، وتحيا إذا هو سار بها في حركة حياته ولا يتخلى عنها ويدافع عنها.