18 سبتمبر 2025

تسجيل

النخبة الشبابية مشروع مرهون بالإنكار!

01 ديسمبر 2020

قيل بأنه من الصعب وصول الشباب إلى درجة النخبة الثقافية، ولا حاجة في واقع الأمر أن نبحث عن مزيدٍ من المصادر المحكمة والتي تقر بمثل هذه الادعاءات والإنكار لطاقات الشباب. فعلى أرض الواقع نستشف الفراغ والفجوة الكبيرة التي باتت بين الشريحتين، بين من هم أهل خبرة وتجربة وبين من هم أهل طاقة نشيطة وأفكار متجددة، وبلا شك تستمر الحروب بينهم بلا منتصر في نهاية الأمر، ولو حاول أحد الطرفين السعي للانتصار على الآخر، فمثل هذه المعارك ستظل مستمرة بلا هدنة أو استسلام. ولن ندخل هنا في مفاهيم النخب، إلا أننا سنكتفي في هذه الحال على الاختصار بأن النخبة تعتبر الأقلية المترفعة على المجتمع، ولكنها تظل قادرة على إعداد نفسها بنفسها. ومن هذا التعريف الموجز يصعب على بعض الدراسات وبعض المثقفين الترحيب بانضمام الشباب من بين هذه الأقلية. وهنا نطرح عدة أسئلة حول أسباب هذا التعميم الذي أصبحت فيه فئة الشباب ضحية للتأهيل الاجتماعي لإعداده وقدرته على تأهله للدائرة النخبوية. إذ نبحث عن المعايير التي تتطلب وصول المجتمع إلى درجة النخبة! في حين نستيقن أن قدرة النخبة تكمن في إعداد نفسها بنفسها من دون معايير واضحة ولا ثابتة، فأحزن في الحقيقة على استمرارية الإنكار المجتمعي لفئة الشباب واستحالة انضمامهم للنخبة الثقافية، إذ هذا بحد ذاته ينافي قدرة النخبة الثقافية بإعداد نفسها بنفسها، خاصة ونحن نستثني قدرات الشباب النخبوية على الانضمام! ولو كانت مسألة المعايير مناقضة نوعاً ما لإمكانية النخبة الثقافية في إعداد نفسها بنفسها، نظل نؤكد على بعض المعايير التي ستمكن الشباب على انخراطه في هذه الدائرة الصغيرة؛ لربما كانت تلك المعايير سبباً في تضييق الفجوة بين الفئتين في الأخير. وأول تلك المعايير التي تأهل الشباب على الاقتراب من الحافة النخبوية لن تكون مكتفية بالمعرفة، فعدد الكتب التي تقرأ لن تكون بالضرورة التهيئة الوحيدة للوصول النخبوي، إنما الإلمام والانهمام بقضايا المجتمع وانعكاسها على النص الثقافي سواء إن كانت فنوناً أو أدباً، كما هو الحال في تمكين وتفعيل المشاريع الثقافية، فهي تعتبر سبباً نشطاً لعمليات الحراك الاجتماعي وتطويع المشاعر الحسية نحو الفعل والإلمام بالقضايا المعاصرة. و من المهم أن يتمكن الشاب أن يرفع من وعيه من حيث التعرف على القانون الثقافي لتشكيل النخب، والطرق الأنسب للانخراط فيها بشكل متجدد وليس بتبني جمودها الأيديلوجية. ومن تلك المعايير الرئيسية، لا تهم الادعاءات التي تضع الشباب تحت الوصايا والنقد المستمر الذي خلق نمط صعوبة السير في دروب الثقافة. فلا ندعي سهولة الوصول إلى الدائرة النخبوية، إذ لا يزال هناك عقبات عدة وأسباب متعددة تساهم في نشأة النخب. إلا أننا نحاول أن نكسر حاجز الإنكار لكفاءة الشباب، وتأكيد تمكنه من الانخراط في الدائرة النخبوية حتى ولو ظل ضحية النقد والإنكار للفئات المخضرمة، مع كامل الاحترام والتقدير! [email protected]