13 سبتمبر 2025
تسجيلخلاصة ما جاء في مقالة الشيخ الريسوني تخطئة ولوج الإخوان في مصر للحكم، وأنه كان عليهم أن يقدموا أحدا من سواهم ممن يحترمون الديمقراطية، وأن ذلك لأسباب تتعلق بالتحديات أساسا، وخلص إلى أن وجود الإخوان في الحكم والحال هذه كان خطأ سيجر شرورا كثيرة؛ وعليه فإزاحة مرسي تدعو للفرح.وقد انبرى كتاب (جلّهم من الإخوان) للرد على ما جاء في مقالته حتى إن بعضهم شبه قوله بقول وزير ثقافة الانقلاب، ومنهم من قام يوصّف إسلامية حكم مرسي كأنها معركة على الأحسنية، أو يحمّل ما خطأ الإخوان خطأ لغيرهم أيضا كأنه في مناظرة حول من يتحمل أسباب الفشل، ومنهم من اعتبر خطأهم فقط في إدارة الصراع وليس في التقدم للحكم؛ وأقول :ليس يفيد الإخوان في شيء أن يناطحوا "الريسوني" وأن يدبجوا المقالات في نقده بقدر ما أن المفيد هو تشجيع كل ناقد معروف بعلمه وعمله، وأن يدرسوا النقود بعين البحث عن الحقيقة، يعجبني هنا أن الإخوان في تونس استفادوا من التجربة الفاشلة أو المفشّلة لإخوان مصر فقرروا أخذ خطوة إلى الوراء في الوقت المناسب فسلِموا وسلّموا، تماما كما فعل خالد في مؤتة ولم يهلك الجيش.القصة يا قوم أن الريسوني ينظر بعين المقاصدي الذي يعي النصوص ويفهم تطبيقاتها فرأى المآلات وتوصل إلى أن التقدم للحكم كان خطأ ومغامرة غير محسوبة؛ فقد رأى مكر العسكر، ودعم العالم لهم، ورأى حكم الفسدة الذين جرّفوا ثقافة الإنسانية في مصر - مع احترامي لمجمل شعب مصر المقهور – فضلا عن تجريف معنى و ثقافة التحرر، وعرف أن هذا كله لن يزول بثورة ثمانية عشر يوما أقرب للمهرجانات منها لثورة حقيقية تقلب الموازين .. ثم نظر للإخوان فرآهم لا يقدرون على مواجهة جيش بجيش وسلطة بسلطة وتحالف عالمي بمثله. أعتقد أن الإخوان في مصر لو استقبلوا من أمرهم ما استدبروا، ورأوا كيف منع الجيش الحلول الوسط ! وكيف صارت عليهم سيوف الكثيرين ممن كانوا معهم .. لما أبهوا برغبة البسطاء وقلوب الضعفاء ونصائح المستعجلين وما قبلوا أن تدفعهم الأحداث لمصادمة لم تكن في أجندتهم يوما ولا ساعة !أما نصحه للإخوان بتقبل مرشح من سواهم يؤمن بالحريات فهي قمة الواقعية، فهؤلاء كانوا سيصنعون حاجزًا بين الإخوان والجيش، وسيجمعون لهم الأشتات، وهذا كله شيء والأهم أنه كان سيبقي على هيبة الإخوان وسيبرر لهم أن لا يكونوا في مواجهة مباشرة مع الجيش. وأما فرح الشيخ الريسوني بزوال حكم مرسي فليس لأن مرسي طاغية ولكن لأنه وبالنظر في المآلات أيضا رأى فضيلتين لنزولهم عن الحكم، رأى أن الانقلاب قد أسقط من قلوب وعقول المصريين المؤسسات الخمسة المتألهة (الرئاسة، والجيش، والأزهر، والكنيسة، ودعوى الديمقراطية ) ورأى أن إزاحة مرسي قبل أن تنهار الدولة كالذي نرى قد حمى سمعتهم للمدى من أن يتهموا بأنهم يقودون البلاد التي يحكمونها إلى الفشل.آخر القول : مصر وما حل بها وبالإخوان تحول تاريخي لا يصح أن يناقش بعصبية، وليس كل تقدم للحكم صوابًا في كل وقت وإلا لفعله سيد الخلق الذي ظل بدون دولة لثلاث عشرة سنة.