20 سبتمبر 2025

تسجيل

ما زلنا نفقد الشباب

01 ديسمبر 2016

في كل مرة نسمع أو نقرأ عن حوادث مرورية يتسبب فيها شبابنا، يموت من يموت ويدخل المستشفى من يدخل، وتفجع البيوت بفقدان أبنائها بسبب السرعة أو التهور في القيادة، تُثار المشكلة لأيام معدودات في وسائل الإعلام لتنتهي دون حل ناجع نافع، فيما قافلة الضحايا من الشباب مستمرة لا تتوقف!من يتعذر من شبابنا المراهق بأن ممارسـة هوايـة " التطعـيس" أو قيادة السيارات رباعية الدفع على الكثبان الرملية الجميلة في منطقة سيلين البحرية، بأنها للتنفيس عن طاقات مكبوتة، فإنما هو عذر أقبح من ذنب كما تقول العامة.الأغرب من ذاك العذر، هو عدم وجود رادع أو مانع صارم حازم، سواء على المستوى الرسمي المالك لأدوات الردع والمنع وبقوة القانون، أو المستوى الاجتماعي عبر مؤسسات المجتمع المختلفة، التي لا أثر لها في هذه المسألة، أو على المستوى الأسري، باعتبار أن سلطة غالبية البيوت قد صارت اليوم واهنة ضعيفة أمام الأبناء.لا شك بأن المسألة بحاجة قبل الردع القانوني الصارم، إلى صناعة ونشر ثقافة مجتمعية خلاصتها، ان اكتمال الرجولة لا تكون بقيادة السيارة. لابد أن ينشأ الشاب عندنا وتكون السيارة في أواخر قائمة اهتماماته وتطلعاته المستقبلية. لابد أن ينهض كل المجتمع ويساهم في انتاج ونشر هذه الثقافة.لكن الحاصل اليوم هو العكس تماماً. البيوت تكافئ الأبناء على أي انجاز لأبنائها، لاسيما في المدرسة ومع بلوغ السادسة عشرة، وتتمثل بالسماح له بقيادة سيارة الأخ أو الأب أو البيت، دون رخصة قيادة، وما ان يصل الثامنة عشرة حتى يستقل بسيارة خاصة به، لينطلق إلى مستقبل مجهول، ما لم يكن محصناً وواعياً بخطر السيارة، فيما لو أراد توجيهها إلى غير ما هي مصنوعة له.الداخلية بما تملك من أدوات الردع والمنع، مطالبة بمنع التطعيس بالمنطقة نهائياً، وعدم الاكتفاء بالتحذيرات والمخالفات المالية والنداءات التوعوية الروتينية.. والبيئة مسؤوليتها اعتبار الكثبان الرملية، محميات طبيعية لا تقل أهمية عن الروض والمحميات الأخرى.لابد من حراك رسمي ومجتمعي رادع مانع، يوقف هذا التهور، ويوقف نزيف الدماء الشابة، وآلام البيوت الآمنة المطمئنة، والغافلة في الوقت ذاته. فهل نتحرك؟.