20 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); في ظل حملات التشويه والتنميط الإعلامي الرائجة في الغرب ضد الإسلام ووصمه بكل نقيصة، وأكثرها افتراء أنه يدعو المسلمين إلى العنف والدماء والإرهاب، ومحاولة ليّ أعناق بعض الآيات القرآنية تدليلا على تلك الافتراءات، واستقاءها من بعض ترجمات المستشرقين لمعاني القرآن الكريم، فإن ذلك من الضروري أن يطرح وبقوة هذه القضية إلى صدارة الاهتمام. ويقينا هي قضية اعتقادية في المقام الأول، باعتبار القرآن الكريم كتاب الوحي السماوي الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، والمنزل من الحق تبارك وتعالى على خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم، ومن ثم لا يمكن ائتمان غير المسلم للقيام بأي مشروع لترجمة معاني القرآن الكريم، لأن الحكم على الشيء فرع عن تصوره، وغير المسلم لا يؤمن أصلا بأن القرآن كتاب منزل من عند الله، ولا يؤمن بنبي الإسلام الذي نزل عليه القرآن، فكيف نعول عليه في إخراج "ترجمة أمينة" لمعاني القرآن؟! والخبرة التاريخية لترجمات المستشرقين لمعاني القرآن الكريم هي خير شاهد على ما ذكرنا، فقد جاءت في أغلبها حاشدة بالسموم والمطاعن والأخطاء، ومهما ظن البعض في حسن نوايا "بعض" المستشرقين في عصرنا هذا، فإن تاريخ الحركة الاستشراقية في الطعن في العلوم الإسلامية يجعلنا ننظر إلى ترجماتهم نظرة شك وريبة. لذلك ينبغي أن نتعلم من هذا التاريخ العريق للطعن والتحريف والتشويه والتشكيك، ونمسك بزمام الأمر، ولا نكلف أو نعول على غير المسلمين في ترجمة معاني كتابنا المقدس، وقد كان لمؤسسة "بافاريا" في مدينة ميونيخ بألمانيا ـ وهي دار نشر عربية إسلامية أسسها الكاتب المصري الراحل د.عبدالحليم خفاجة ـ تجربة متميزة بإصدارها أول ترجمة أمينة لمعاني القرآن بالألمانية بواسطة هيئة من عشرة مسلمين ألمان نصفهم جذورهم عربية، حتى يكمل بعضهم بعضا فيما يتعلق باللغة والنحو والتفسير. ونحن في عصر العمل المؤسسي الجماعي، لاشك أن هذا الدور يجب أن تضطلع به مؤسسات إسلامية كبرى على غرار الأزهر الشريف والمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في مصر، ورابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة، ومجمع الفقه الإسلامي التابع لمنظمة تعاون الدول الإسلامية.