18 سبتمبر 2025

تسجيل

هذه معاركنا

01 ديسمبر 2014

معارك تاريخنا الحافل ما صحبها إلا القوة والعزة والعدل ونشر الخير لكافة الناس، وإقامة كلمة الله تعالى على أرضه من دون إكراه أو فرض القوة على الغير، وفيها كذلك الصلاح والإصلاح والهداية، لا للبحث عن الغنائم والملذات والشهوات والطغيان في الأرض، ولم يكن فيها القتل العشوائي، أو ترويع الآمنين، أو هتك للأعراض، لأنّ من يشرف عليها ويقودها هم رجال وقادة إيمان وإسلام وسلام ودعوة حق وبر وأخلاق وقيم ومبادئ، حملوا الدين وعرفوا معنى الإنسانية والرحمة للعالمين، وعلى رأسهم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين معلم البشرية الأول، وصحابته الكرام من الخلفاء الراشدين والقادة رضي الله عنهم ومن تبعهم بإحسان. فهذه هي غزواتنا ومعاركنا وفتوحاتنا (غزوة بدر، غزوة الخندق، فتح مكة، غزوة مؤتة، غزوة تبوك، حروب الردة، معركة القادسية، فتح بيت المقدس، فتح مصر، معركة اليرموك، معركة أجنادين، معركة البويب، معركة ذات السلاسل، دومة الجندل، معركة عين جالوت، معركة ذات الصواري، موقعة حطين، معركة نهاوند، معركة الزلاقة، فتح بلاد الأندلس، فتح بلاد السند والهند، فتح القسطنطينية....) سلسلة طويلة من الفتوحات والمعارك المباركة، والتاريخ يشهد وشهادات المؤرخين الغربيين كذلك، يقول توماس آرنولد " لم نسمع عن أية محاولة مدبرة لإرغام غير المسلمين على قبول الإسلام أو عن أي اضطهاد منظم قصد منه استئصال الدين المسيحي". ويقول غوستاف لوبون في كتابه "حضارة العرب" "وما جهله المؤرخون من حلم العرب الفاتحين وتسامحهم كان من الأسباب السريعة في اتساع فتوحاتهم وفي سهولة اقتناع كثير من الأمم بدينهم ولغتهم .. والحق أن الأمم لم تعرف فاتحين رحماء متسامحين مثل العرب، ولا ديناً سمحاً مثل دينهم". أما حروبهم -أي أعداء الأمة والإنسانية ومن على شاكلتهم - ففيها ذل وقهر الإنسان واستعباد وإبادة وتهجير، وإتيان قوم على حساب قوم هم أهل الوطن والمكان، وإهلاك الحرث والنسل وهم يحبون الفساد، حتى الحيوان والشجر والجماد لم يسلم منهم، وإزهاق الأرواح وسفك الدماء عن حقد وضغينة وتشفي، واعتداء على الحرمات وفيها –أي حروبهم- من الانحطاط والانحراف عن كل ما هو إنساني. " ومضة " تأمل... عبارة ربعي بن عامر رضي الله عنه التاريخية الخالدة كما في "البداية والنهاية للإمام ابن كثير" رحمه الله "الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام...".