09 أكتوبر 2025
تسجيلبعد الأزمة المالية الأخيرة، بدت الأمور وكأنها ملتبسة لأنها لا تتبع أنماط السلوك من قبل القوى العالمية، وهكذا بدأت أمريكا وبشكل سيريالي من تسليم الشرق الأوسط لأعداء الأمس بيوتن وروسيا وحليفة روسيا في المنطقة، وهكذا عند كل منعطف تتساقط التنبؤات بما ستفعله أمريكا، فهي لم تسلم أي شيء لفرنسا ولا إلى حليفتها الأخرى بريطانيا لأن كليهما تقعان تحت نفس الضغوط المالية والديون السيادية التي تنؤ بها ميزانيات الدولتين وأوروبا بشكل عام، لا يفسر ما تقوم به أمريكا إلى الانهيار الاقتصادي. فلماذا لا تسلم سوريا لفرنسا والتي هي الأقرب على أمريكا كحليف وعلى بلاد الشام بحكمها المستعمر للمنطقة، ولكن لم تشأ أمريكا أن تفعل ذلك، لأن كلا الدولتين غير قادرتين على بسط نفوذهما على المنطقة، ولكن روسيا وحليفتها في المنطقة والصين سيكونون قادرين على المحافظة على مصالح أمريكا، وفي الوقت نفسه لا تستطيع أمريكا الاستمرار في حماية المنطقة ولا بسط نفوذها، في الوقت الذي تعاني فيه من انسداد مالي غير مسبوق، ففي المرحلة القادمة تحتاج أمريكا أن تلعق جروها وتستعيد أنفاسها، وخلال تلك الفترة وحتى تستعيد قواها، ارتأت أن روسيا وحليفتها والصين هو الثالوث الذي سيؤدي الدور في صالح أمريكا، الآن لماذا لم تر أمريكا أن العرب قادرون على إدارة شأنهم، وتلك هي الطامة الكبرى، أي أن أمريكا رأت أن المنطقة تحتاج لمن يملك القدرات وأن ترك المنطقة دون راع سوف يؤدي لأزمات عالمية بسبب توافر مخزون الطاقة والأسواق. وأمريكا تحتاج أن تكون المنطقة في استتباب حتى يحصل العالم على مصادر طاقته واستمرار اقتصادات المنطقة كمحركات للاقتصاد العالمي، ولا تستطيع أمريكا ترك المنطقه دون وجود راع قوي قادر على رعاية مصالحها ومصالح العالم من حيث الاطمئنان على استقرار المنطقة، والدولة التي اختارتها أمريكا هي روسيا ومن معها، وهنا السؤال لماذا لا تثق أمريكا في أنظمة المنطقة، وإلى أي حد ترى أمريكا أن الخطر الحقيقي على المنطقة هو أنظمتها، لا عدم ثقة أمريكا وفي مرحلة انسحابها من المنطقة تسلم المنطقة لعدو الأمس وتفضله على حليف الأمس، أوروبي أو عربي وهذا سلوك يعري نقاط الضعف في النظام العربي وصولا إلى الجامعة العربية، وأول مؤشر هو الشرذمة التي تقع تحتها الأنظمة العربية وانعدام فاعلية الجامعة العربية، ولكن المثير أن العنصر الأهم هو قدرة الدول المالية على رعاية المنطقة. ورؤية أمريكا منع تدخل فرنسا وبريطانيا في الوقت الذي تسمسر لمشاريع روسيا، بل تتنازل عن مناطق نفوذها للفريق الآخر. وإن بدا ضبابيا إلا أنه يتضح إذا أخذ الاقتصاد كعنصر تحليل. أما النظرة العادية النمطية فلن تفلح في فك اللغز السوري ومساراته، وإذا اتخذت أمريكا هذا القرار الاستراتيجي على أساس القوه المالية، فكيف يمكن أن نستفيد من إمكاناتنا المالية والاقتصادية والتنموية من أجل الوصول إلى استقلال القرار العربي. ومن اللافت للنظر أن بلدان الخليج توجهت لروسيا من أجل خلق تحالف لم يفلح، وفي الوقت الذي تبيع أمريكا أصولها في المنطقة في سوق الحراج. فإن روسيا بدت متماسكة وعنيدة في دعم حلفائها، هل دول المنطقة في حاجة لحليف جديد تتوافر فيه الصفات السالفة الذكر. نعم هي الصين فإن استطاع العرب رسم تحالف مع الصين في الوقت الذي تحتاج الصين فيه للمنطقة خاصة مصادر الطاقة والأسواق والاستثمارات. وأن تأخر العرب في صياغة ورسم تلك السياسات فانه أفضل أن نتاخر بدل أن لا نفعل مطلقا. والصين لم تفرد قواها حتى الآن ولكن حتى روسيا أو غيرها لن يقف في طريق الصين. ولكن أولا لا بد من ترتيب البيت العربي. إن كان في الخليج والوحدة الخليجية أو بقية العالم العربي. لا بد من أن يعي الكل أنظمة ومواطنين أن الوقت قد أزف وأن الاتكال على قوى خارجية من أجل حماية مكتسباتنا الاقتصادية ومستوى المعيشة مرهون بسلوكياتنا وابتعادنا عن الأنانية والتوحد، وفكرة الوحدة العربية أصبحت ضرورة ملحة وطارئة في حال أراد العرب أن يعيشوا بسلام وباستقلالية في وطنهم العربي، لا نريد روسيا أو أي بلد آخر يحل محل الغرب وأمريكا بل وحدة عربية من المحيط إلى الخليج. ونواتها الوحدة الخليجية.