18 سبتمبر 2025

تسجيل

تسويق النفس في إطار المسؤولية الاجتماعية

01 ديسمبر 2012

التقيت منذ أيام بصديق طفولتي وأخي الإعلامي في قناة الجزيرة الأستاذ خالد صالح مدير عام مركز الراشد للاستشارات والتنمية الاجتماعية، حيث طلب مني أن أقدم دورة من خلال مركزه عن مهارات تسويق الذات أو النفس بطريقة احترافية. وقلت له "كان الناس فيما مضى يظنون أن التسويق يتعلق بالمنتجات أو بالخدمات التجارية، أو حتى خاص بالحكام، لكن بحوث التسويق والتجارب والاحتكاك، أوضحت أن التسويق متشعب ومتشابك، ويدخل في كل شيء في حياتنا". فهناك تسويق الدول والأفكار، بل حتى تسويق الأشخاص. إن اهتمامي بهذا الموضوع منصب على تشجيع الأخيار والفضلاء، وأصحاب الطاقات ليسوقوا أنفسهم، في إطار مهني ومن منظور المسؤولية الاجتماعية تجاه المجتمع الذي نعيش فيه وقدم لنا الكثير وكيف يمكن توظيف تسويق النفس في منظمات الأعمال. وفي هذا الإطار هناك تساؤلات مشروعة وعديدة طرحها الباحث الدكتور عبد الله بن سالم باهمام في كتابه المتميز "سوق نفسك" في هذا الصدد وهي على النحو التالي: • هل التسويق خاص بالسلع، أم يصح أن يستخدم لتسويق الأشخاص؟ • هل يجوز تسويق الإنسان نفسه، أم ينتظر الأجر من الله فقط؟ وهل بينهما تعارض؟ • هل يختلف التسويق للنفس في ثقافتنا عن النمط الغربي الهوليوودي؟ وما أوجه الاختلاف إن وجدت؟ • هل يجب أن تسوق نفسك؟ وماذا تسوق عن نفسك؟ • ما العمليات التسويقية التي يمكن أن أقوم بها لأسوق نفسي؟ وللإجابة عن هذه التساؤلات يقول الدكتور باهمام بأنه "يجدر القول بأن تسويق الذات أو النفس يشمل تسويق رؤيتك وصفاتك وأخلاقك.. تسويق بعيد المدى (تسويق الشخص نفسه أنه شخص موثوق به، وتسويق المصداقية، وتسويق التزامه وصدقه). وهناك تسويق مهاري.. وهو يعتمد على تسويق الإنسان لمهاراته وقدراته، وليس على تسويق الصفات والأخلاق (مثل تسويق الإنسان لقدراته الخطابية، أو المحاسبية، أو الإدارية...إلخ). وهناك تسويق وقتي (فرص)، وهو تسويق وقتي لفرص حانت كانتخابات، أو ترشيحات، أو غير ذلك. وهو تسويق يقطف ثمرات التسويقات السابقة". ولا يمكن أن نسوق لأنفسنا دون خطة، ولا توجد خطة لا تقوم على رؤية، وللوصول لخطة مناسبة لتسويق شخص لابد أن يمتلك رؤية لنفسه ومستقبله، وعلى ضوء هذه الرؤية يبدأ الإنسان في التخطيط لتسويق نفسه، لأنه لو لم يفعل ذلك ربما خطط وسوق بشكل جيد لنفسه ليصل لأمر لا يريده، ولا يرغبه، ولا يحبه.. وتتميز الرؤية التسويقية الجيدة للنفس بما يلي: 1- ذات اتجاه واحد (لا يمكن أن يسوق الإنسان نفسه في مجالين متناقضين). 2- مركزة (من أراد كل شيء فقد كل شيء). والمشتت الذي لا يركز في تسويقه نفسه على هوية أو فكرة أو غير ذلك لا يصل إلى شيء. 3- صادقة، ونعني بالصدق الواقعية (يا أيها الذين آمنوا لما تقولون مالا تفعلون). 4- متناسقة مع البيئة (تسد ثغرة): لابد أن تكون رؤيتي التسويقية لنفسي متناسقة مع حاجات البيئة التي أعيشها أو أعمل فيها. تسد ثغراتها، وتتواكب معها. • المشرف العام على الشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية