15 سبتمبر 2025
تسجيلاتصل بي أخ أديب أوقعه حظه السيئ في اطار الأدب والثقافة، فقلت له مازحا: اترك عنك هذا السبيل، واترك عنك هذا الكتاب، فإن الامر ليس مزحة، ذلك أن أبا حيان التوحيدي قد اكتشف مؤخرا من رحلته في الحياة أن الأدب بضاعته كاسدة. فأحرق جل ابداعاته. ونصحته: ابحث عما يفيدك في الحياة! ولكنه أصر وأصبح يجادلني في رواية الفنان والباحث محمد علي عبدالله –فرج – قصة العبودية والحب. وقال: الحمدلله أن الرق والعبودية قد أصبحا جزءا من الماضي. قلت له: من قال هذا؟ ومن أين استقيت هذه المعلومات؟ الرق والمعاملة بالانسان بيعا وشراء موجودان حتى الآن وحتى في بعض البلدان العربية. رد الرجل وكأنما اصابته رصاصة قاتلة وقال: كيف؟ قلت هناك عبيد -وكلنا عبيد الله- يتم بيعهم في بعض الدول العربية. هناك نسوة كالجواري. أما عن الرق فقد اتخذ أشكالا عدة منها مثلا السخرة، ناهيك عن تشغيل الاطفال في عدد كبير من دول العالم الثالث ومن ضمنها بعض الدول العربية. أما في الدول الاسيوية فحدث ولا حرج. كل هذا ضمن ممارسة الرق على الانسان، فضلا عن المتاجرة بالإنسان عبر اشكال مختلفة من العبودية خصوصا في آسيا وأمريكا الجنوبية وحتى في بعض الدول الاوروبية في اطار «الجنس» والمستفيد أصبح بدلا من النواخذا والطواش واصحاب رأس المال سابقا. اصبح مافيات ومنظمات تمارس كل اشكال العبودية على الانسان. واذا نظرت الى الحروب فإن فيها ارقاء يتم غسل ادمغتهم بالشعارات سواء في اطار العقيدة والفكر المتطرف. وبالتالي يدفع هؤلاء الابرياء ثمن الحروب. ان وقود هذه الحروب والويلات الآن هم الارقاء نعم الارقاء الجدد. واذا كان الانسان قد مارس الاضطهاد على اخيه الانسان فإن «فرج» الماضي الذي استحضره الروائي والفنان محمد علي عبدالله يعود مرة اخرى في ألف صورة وصورة، وسوف يتكرر دوما دون وازع من أخلاق أو دين أو إطار إنساني!.