13 سبتمبر 2025
تسجيللا أقصد بالغياب الغياب الكلي للجمهور، إنما غياب الجمهور العام عن هذه الفعاليات حيث يقتصر الحضور في الأنشطة الثقافية وصالات العرض الفنية على المثقفين وأصحاب التخصص ففي الندوات الثقافية لا نرى غير المختصين كالكتاب والشعراء والصحفيين والمحاضرين.. وفي الأمسيات الشعرية هم نفس الجمهور وفي المسرح وفي باقي الأنشطة المتعلقة بالثقافة كالأدب والمسرح والشعر والملتقيات الثقافية يظل الجمهور العام بعيدا كل البعد عن كل هذا، بينما نرى في مباراة كرة جميع طبقات الجمهور من فئة الشعراء والممثلين والكتاب والمطربين والصحفيين والرياضيين ومختلف الفئات نرى الصغير والكبير والمتعلم وغير المتعلم كذلك في الفعاليات والأنشطة العامة الأخرى من مهرجانات غنائية وتجارية وتسويقية.. ما يجعلنا نتساءل هل هناك خلل ما يجعل الجمهور يبتعد عن كل ما يتعلق بالثقافة أم أنه مغيب بالفعل عن هذه الأنشطة وليس على علم بها حيث إن أغلب الدعوات إلى الملتقيات الثقافية تكون موجهة بشكل خاص لأصحاب العلاقة والاختصاص وليست هناك محاولات لإغناء الفعاليات الثقافية والفنية وتطويرها بغية نشرها وإيصالها لكل الفئات وشد الجمهور بشكل عام لحضور هذه الفعاليات، بحيث يكون من يتابعها على قدر كبير من الاهتمام والتواصل مع جميع الفعاليات الثقافية ولا يشعر أي ممن يحضر فيها أنه غريب عنها، لأنها تضم جميع مفردات الثقافة بمعناها الشامل يجب أن يكون التوجه بالدرجة الأولى نحو إغناء جلسات الثقافة وتعويد الناس بمختلف شرائحهم على حضورها والاستفادة منها كما أن على وسائل الإعلام أن تهتم أكثر بالأخبار الثقافية والفنية، سواء بالإعلان المبكر والواضح عن نشر موعد الفعاليات والترويج لها بشكل أكبر أو إعطاء كتابة الخبر مساحة أكبر وصيغة تعبيرية أجمل لشد الجمهور ولتحبيب القارئ بمتابعة الخبر والاستجابة له.. أخيرا،،، فإن انحسار الجمهور عن الثقافة ليست مشكلة خاصة بنا فقط بل هي كما يقال مشكلة عالمية تعاني منها كل الأوساط الثقافية في كل مكان في العالم لذا فإن على القائمين على الثقافة القيام بالتغيير وتقديم المادة بأسلوب مختلف جديد.. وهنا لا أجد جملة أبلغ مما قاله الفنان الخليجي الكبير والمسرحي الأستاذ إسماعيل عبدالله حين قال للأسف مازالت كل ندواتنا تراوح مكانها بأسلوبها وخطابها القديم ولم تغر الجمهور وما لم يتم تغيير خطابنا وأسلوبنا لن يأتي الجمهور وهذه تجربتي مع الجمهور.