15 سبتمبر 2025

تسجيل

المفاوضات بين يوليو 2011 ويوليو 2014

01 أكتوبر 2014

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); في يوليو 2011 قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن «المفاوضات هي الأساس للوصول إلى الحل، ولا يوجد عندنا خيارات، ولن أعود للانتفاضة المسلحة بل خيارنا هو الخيار السلمي الذي بدأ الربيع العربي يطرحه وينادي به»، وأضاف في تصريحه الشهير والغريب "بالنسبة لنا المفاوضات ثم المفاوضات ثم المفاوضات".وقبل أيام وفي يوليو 2014 بعد مرور 3 سنوات على تصريحه حول دورة المفاوضات غير المنتهية هاهو يعود ليقول من على منصة الأمم المتحدة: "ليس مجديا استنساخ أساليب ثبت عقمها، ومن المستحيل العودة إلى دوامة مفاوضات تفرض إسرائيل نتائجها مقدما، ولا جدوى لمفاوضات لا تؤدي لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية على الأراضي التي تم احتلالها في عام 1967، ولا جدوى لمفاوضات لا تلتزم بجدول زمني صارم لتحقيق هذا الهدف".ولابد أن نسجل هنا أن معظم الشعب الفلسطيني إن لم يكن كله يؤيد هذا التوجه الأخير الذي جاء في العبارة السابقة نعم لقد تم تجريب المفاوضات وكانت محصلتها لصالح إسرائيل دوما. وقد تم توجيه نداءات كثيرة إلى أبو مازن أن يتوقف عن هذا الطريق منذ سنوات. وقد مر أكثر من 20 عاما رأى أبو مازن فيها كل ألوان التحايل والالتفاف والخداع وعدم الوفاء بالالتزامات من جانب إسرائيل بل قتل أبناء الشعب خلال جلسات التفاوض! صحيح أن أبو مازن قال هذه الكلمات في وقت نراه متأخرا إلا أنها إن كانت تشير إلى تغير جوهري في رؤية الرجل والسلطة بشكل عام لطبيعة المواجهة مع إسرائيل فإن هذا يعد مؤشرا إيجابيا. أما إن عاد الرجل إلى تصريحاته بتقديس التنسيق الأمني وإعلانه لشعبه عدم إيمانه بالمقاومة المسلحة ورفضه لها مع تشريع القانون الدولي لها في حين أنه لم يرجع لشعبه ويعرف إن كان هذا خياره فقط أم هو خيار الشعب فهذا يقلل من التفاؤل والأمنيات.وكما تمتلك المقاومة في غزة أوراق قوة فإن بيد السلطة والرئيس أوراق قوة كان بودي أنه قد استخدمها في العدوان الأخير على غزة والذي جاء بعد ضرب إسرائيل كل المبادرات التي قدمها أبو مازن لإثبات حسن النية بعرض الحائط.كل الشعب الفلسطيني يتمنى أن تتوحد قيادته يريد أن يرى إبداع المقاومة العسكري كما يريد أن يرى النجاح الدولي والدبلوماسي في زيادة التضامن الدولي الرسمي والشعبي مع القضية الفلسطينية ويريد أن يرى إسرائيل تحاكم على جرائمها ويكتشف العالم زيفها وخداعها. وكما قال أبو مازن إن إسرائيل ارتكبت جرائم إبادة وتدمير لا مثيل لها في العصر الحديث. فإن هذا يحتم توحيد الجهود الفلسطينية في مواجهة من قتل أطفال الشعب الفلسطيني وشرد أبناءه، وإن هذا التفاهم من شأنه أيضا أن يعزز اتفاقيات المصالحة.كلمات قوية صرح بها الرئيس الفلسطيني عندما قال: "إن تجاهل البعض للحقائق على الأرض لا ينفي وجود هذه الحقائق، و"نتمنى ألا يحاول أحد مساعدة الاحتلال هذه المرة أيضا على الإفلات بجريمته دون مساءلة". هذه الكلمات ينبغي أن توضع في سياقاتها مع كل حق من حقوق الشعب الفلسطيني.وكذلك عندما قال "من المستحيل، أكرر، من المستحيل العودة إلى دوامة مفاوضات تعجز عن التعامل مع جوهر القضية والسؤال الأساس، لا صدقية ولا جدوى لمفاوضات تفرض إسرائيل نتائجها المسبقة بالاستيطان وببطش الاحتلال". ويبدو أنه هذه المرة أكثر عزما على ترك المفاوضات ونتمنى أن لا تدخله الإدارة الأمريكية الموالية لإسرائيل في دوامة وعودها من جديد.لكن الرئيس الفلسطيني أشار إشارة خجولة ومهمة إلى موضوع اللاجئين "إن من اقتلعوا من بيوتهم الدافئة وأرضهم الطيبة وبلادهم الجميلة خلال النكبة قبل 66 عاما يحتاجون إلى ضمانات بألا يشردوا مرة أخرى". وهنا تحتاج هذه العبارة إلى وقفة مهمة وهي أن من شردوا لن ينسوا يوما أن هذه هي أرضهم ولن يقروا بها لمحتل أو مغتصب كما أنهم بحاجة لآليات وجهود تضمن عودتهم إن تعذرت اليوم فلتكن غدا أو بعد غد ويجب أن يفكر سياسيونا في مستقبل مشرق لا تتحكم فيه أمريكا أو على الأقل لا تتحكم في كل محدداته ومعطياته. ويجب أن نفكر أيضا في الرعاية الأمريكية للتسوية وكيف نظرت أمريكا إلى خطاب أبي مازن نفسه أيضا.ورغم أن الاتفاق الذي لم تلتزم به إسرائيل في إطلاق سراح أسرى فلسطينيين مؤخرا تم برعاية الإدارة الأمريكية وجون كيري شخصيا. إلا أن الإدارة الأمريكية على لسان الناطقة باسم وزارة الخارجية الأمريكية جينيفر بساكي قامت وانتقدت بعبارات شديدة القسوة انتقاد عباس لعدم التزام إسرائيل ووصفت بساكي كلمة عباس بأنها غير لائقة وغير مسؤولة ومرفوضة!من كل ما سبق أعتقد أن كلمة "أبومازن" الأخيرة في الأمم المتحدة تمثل انقلابا في قناعات الرجل وتعد تصالحا مع خيارات الشعب إذا ما ألحقت بقرارات وأفعال على الأرض، وهنا يجب أن تستثمر الفرصة لتوحيد كل عوامل قوة الشعب الفلسطيني برغم كل التحفظات والانتقادات والآلام التي سببتها الخلافات والمشاحنات، ومن يدري ربما نكون اقتربنا من اشتعال انتفاضة فلسطينية جديدة، وهذا يجعلنا أكثر حرصا على دراسة كل السيناريوهات واختيار أنسبها وأفضلها لشعبنا وقضيتنا.