10 سبتمبر 2025
تسجيلعن ماذا كان يبحث أبو الطيب في رحلة الحياة؟ سؤال حاول عددٌ من الباحثين الإجابة عنه، هل كان يبحث عن المال وقد حصد منه الكثير؟ لماذا الإصرار على أن يتولى أمرا ما هو مستحيل كأن يكون حاكمًا على ولاية؟! ألا يكفيه ولاية الشعر؟! هل هناك غايات خفية وأمور غابت عن الجميع..؟! ما الهدف الأسمى للحلم المستحيل..؟! ما علينا إلا أن نتوقف أمام ما طرحه الشعراء والأدباء حول القيمة الإبداعية لهذا الرمز الشعري.. ترنم بإبداعاته شعراء في قطر كما أسلفت سواء كان الشاعر الشاب محمد علي المرزوقي أو الشاعر الشاب خالد أحمد العبيدان أو غيرهم.. وأما في الوطن العربي فحدث ولا حرج.. - وما الدهر إلا من رواة قصائدي إذا قلت شعرًا أصبح الدهر منشدًا - على قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرام المكارم أعزّ مكان في الدنا سرج سابح وخير جليس في الزمان كتاب - إذا أنت أكرمت الكريم ملكته وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا - ذو العقل يشقى في النعيم بعقله وأخو الجهالة في الجهالة ينعم - من يهن يسهل الهوان عليه ما طبت جرحه آلام - وإذا كانت النفوس كبارا تعبت من مرامها الأجسام - أغاية الدين أن تحفوا شواربكم يا أمة ضحكت من جهلها الأمم - أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي وأسمعت كلماتي من به صمم شاعرٌ بلا شك تسيَّد قافية الشعر، وتسيَّد فنون الحكمة.. والبلاغة. ألم يكن هذا كافيًا لديه؟! ومع هذا فإن ما ترنم به الشعراء حول المكانة الإبداعية لهذا الشاعر فوق الوصف.. فأي حضور لهذا الشاعر؟! وهذا لا يعني أن هذا المبدع الكبير لم يخلق حالات من العداوات مع الآخرين.. لماذا كان القلق؟! ولماذا هذا الاهتمام بعد أكثر من ألف عام من رحيله؟! شاعرٌ اتصف حقًا بمزيج من الأنفة والكبر.. وخير مثال: ألا يقف بين يدي سيف الدولة وينشده واقفًا.. نعم أراد أن يكون ندًا له.. وأن يجلس بخلاف الشعراء.. إنه جزء من أنفة هذا الشاعر.. ومع هذا فإن كل هذا كان معجونًا بالقلق أيضًا وبساعات الغضب. ولو كان المتنبي في الغرب لقاموا بدراسة نفسية هذا المبدع.. كيف ولماذا؟! وهو الذي صرخ ذات يوم.. "أنا الصائح المحكيّ والآخر الصدى..!!".. وللحديث بقية.. [email protected]