20 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); القدر في اللغة اسم مصدر من قدر الشيء يقدره تقديرًا، وأما في الشرع فهو ما يقدره الله من القضاء ويحكم به من الأمور. خرج أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، ذاهبا إلى بلاد الشام، وكان معه بعض الصحابة وفي الطريق علم أن مرض الطاعون قد انتشر في الشام، وقتل كثيرا من الناس، فقرر الرجوع، ومنع من معه من دخول الشام. فقال له الصحابي الجليل أبو عبيدة بن الجراح: أفرارا من قدر الله يا أمير المؤمنين؟ فرد عليه أمير المؤمنين: لو غيرك قالها يا أبا عبيدة! ثم أضاف قائلًا: نعم نفر من قدر الله إلى قدر الله؛ أرأيت لو أن لك إبلا هبطت واديا له جهتان: إحداهما خصيبة (أي بها زرع وحشائش تصلح لأن ترعى فيها الإبل)، والأخرى جديبة (أي لا زرع فيهما، ولا تصلح لأن ترعى فيها الإبل)، أليس لو رعيت في الخصيبة رعيتها بقدر الله، ولو رعيت في الجديبة رعيتها بقدر الله؟ واعلم أن حقيقة الإيمان بالقضاء هي: التصديق الجازم بأن كل ما يقع في هذا الكون فهو بتقدير الله تعالى وهو تقدير الله تعالى الأشياء في القِدَم، وعلمه سبحانه أنها ستقع في أوقات معلومة عنده وعلى صفات مخصوصة. ويجب أن تعلم أنه ليس هناك تعارض بين قدر الله ومشيئة العبد بل إن للعبد مشيئة واختيارًا بها تتحقق أفعاله. فمفهوم القدر للأسف خاطىء عند أغلب الناس فيعتقدون بأن الله كتب عليهم كذا وكذا ولا اختيار لهم في ذلك، وهذا غير صحيح، نعم الله يعلم ما حدث وما سيحدث وما كان وما سيكون وعلى هذا الأصل كتبت أقدار الناس ولكن مع ذلك مازلنا مخيرين فيما نعمل أو نقول فالإنسان هنا لديه الحرية فلا تعارض بين قدر الله وبين حرية العبد أن يفعل ما يشاء وعلى هذا الأساس يكون الحساب يوم القيامة فلو كان الأمر كله جبريًا فلما يحاسبنا الله ولكنه جبريا ًفي أمور منها "رزقه وصحته ومرضه وموته". لذا عليك أن تأخذ بالأسباب لأن الله عز وجل خلق لك قدرة وإرادة يقع بها فعلك ولكن ذلك لا يعني الخروج عن القدر وهذه المسألة هي التي حيرت البشرية، أن الناس تعمل وكل ميسر لما خلق له. فالإنسان ليس مُيسرًا فقط. ولا مخيرا فقط. لأن كلمة "مسير" يعني أنه لا اختيار له كالسيارة يقودها صاحبها ويوجهها وكونه مخيرًا يعني أنه لا سلطان لأحد عليه. فكلا الأمرين باطل.