19 سبتمبر 2025
تسجيلعنوان اليوم عن المثل الشعبي المشهور، ابن الوز عوام، الذي يُقال للدلالة على تشابه ما قد يظهر بين الابن وأبيه في مهارات أو صفات وتوجهات معينة، كأن يكون الأب ماهراً في أمر ما فيكون المتوقع أن يظهر الابن كذلك ويشبه أباه بحكم قانون الجينات والوراثة، كالإوز ما إن يظهر من البيض فسيكون أوزاً ولو تربى مع الدجاج أو غيره، فهو يملك مهارة السباحة بحكم الجينات، فما إن يرمي بنفسه في بحيرة أو بحر، إلا وجدته يسبح بمهارة.. وقس على هذا، الصفات والتوجهات والأفكار. فما قصة اليوم؟ في عالم البشر يختلف الأمر نوعاً ما، فالجينات والوراثة لا تتحكم بالأمر بالصورة التي عليها عالم الحيوان، أعزكم الله ، بسبب تميزنا بالعقل، الذي شرف الله بني آدم به عن مخلوقاته الأخرى.. هذا العقل، ما إن ينضج ويهتدي ويعرف ويتميز، فإن العوامل الوراثية ستكون تحت سيطرته بشكل كبير، سواء شاء أن يعززها وينميها أو يتخلى عنها ولا يلقي لها بالا ، والأمثلة من عالم البشر كثيرة، فليس دوماً ابن الوز سيكون عواماً في عالم البشر!! نبي الله نوح عليه السلام، مكث عمراً طويلاً يدعو الناس إلى الإسلام، فما آمن معه إلا قليل.. وسيعتقد البعض أن هذا القليل لابد أن جميع أهله منه، بحكم أنه نبي وبيته بيت نبوة ورسالة، فالمنطق أن كل من في هذا البيت بالضرورة سيكونون مسلمين، باعتبار ما يسمعون من أبيهم الرسول النبي ويعرفون منه خبر السماء.. لكن يظهر الابن ليخالف الأب، ليس في مسألة أو أكثر، بل خالفه إلى أن مات كافراً وهو ابن نبي!! أبوطالب، أكثر من دافع عن نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام وإلى آخر رمق في حياته، لكنه مات كافراً ولم يسلم، في حين أن ابنه علياً هو أحد العشرة المبشرين بالجنة.. الأب ظل سنوات يسمع من ابن أخيه أحاديث الحق وكان على قناعة بصدق النبي صلى الله عليه سلم، لكن عقله في النهاية هداه إلى تغليب اعتبارات العصبية والقومية على الحق، فمات كافراً، في حين أن علياً الصبي، بمجرد كلمات قليلة وفي زمن قصير، هداه عقله إلى الحق والإيمان، فما سار على درب أبيه وما كان للجينات والوراثة أي أثر ها هنا.. والأمثلة كثيرة سنتابع سرد بعضها وتحليلها بالغد إن شاء الله.