12 سبتمبر 2025

تسجيل

المسؤولية الاجتماعية في قطر

01 سبتمبر 2012

كنت خلال الأربعاء الماضي في موعد مع برنامج " صباح الدوحة" بتلفزيون قطر، ومع مذيعته المتألقة نورا حسن، في استضافة هي الأولى ضمن سلسلة فقرات سأقدمها بإذن الله في هذا البرنامج الشهير للحديث عن ممارسات وتطبيقات المسؤولية الاجتماعية في دولة قطر. والحقيقة، أن تبني تطبيقات المسؤولية الاجتماعية بمفهومه المهني والدولي جاء متأخرا في دولة قطر، إلا أن قناعة صناع القرار به جعلت دولة قطر في مصاف الدول المتقدمة في تطبيقاته. فصاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر هو رائد المسؤولية الاجتماعية ليس في قطر فحسب، بل حتى على مستوى الشرق الأوسط. فهو القائد المسؤول الذي ترجم كثيرا من معايير المسؤولية الاجتماعية إلى برامج ومشاريع والتزام حقيقي تجاه وطنه، وكذلك أمته العربية والإسلامية، بل والعالم. حيث أسهم سموه بجعل دولة قطر في عهده الزاهر" الدولة المسؤولة والملتزمة أخلاقيا"، والشواهد في ذلك كثيرة لا يسع المقام لحصرها. والأمر يصل بهذا الالتزام إلى سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولي عهد قطر. فهو صاحب مبادرة إصدار قانون" صندوق دعم الأنشطة الثقافية والاجتماعية والرياضية والخيرية". وهو كذلك، صاحب مبادرة" برنامج سمو ولي العهد للمنح التعليمية" وغيرها من المبادرات المسؤولة. ولا يمكن أن نتحدث عن تطبيقات المسؤولية الاجتماعية في قطر دون أن نقف عند دور صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر حرم صاحب السمو أمير دولة قطر. فمساهماتها المسؤولة نوعية وإبداعية، ووصلت إلى الشرق والغرب، والشمال والجنوب. ومن أبرز مبادراتها تأسيس شبكة العلماء العرب المغتربين، ومشاريعهم النوعية مثل: الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي، وكذلك مؤسسة قطر للتربية والعلوم وخدمة المجتمع، وواحة العلوم والتكنولوجيا، ومنظمة آيادي الخير نحو آسيا، والمؤسسات الاجتماعية العديدة التي وصلت آثارها الإيجابية إلى القاصي والداني والكثير الكثير من المبادرات المسؤولة والنوعية الأخرى. والحال كذلك في قطاع الأعمال في دولة قطر، فأصبح رجال وسيدات الأعمال بحق على مستوى المسؤولية. فمشاريعهم المجتمعية فاقت قطاع الأعمال في دول كبرى. فهناك رجل الأعمال البارز سعادة الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني الذي أوقف مليار دولار، وهناك رجل الأعمال سعادة الشيخ ثاني بن عبدالله آل ثاني، والذي خصص وقفية هي الثامن في قيمتها على مستوى العالم، وهناك رجل الأعمال السيد إبراهيم الأصمخ الذي تبرع بمائة مليون ريال لدعم مشاريع الأسر المعوزة والشباب، وهناك أبناء سعادة الوالد الشيخ جاسم بن جبر آل ثاني يرحمه الله، وتأسيسهم مؤسسة خيرية تحمل اسمه، وتساهم في العديد من المشاريع التنموية وغيرهم العديد من مشاريع تنموية قام بها قطاع الأعمال في الدولة.. فمشاريع المسؤولية الاجتماعية القطرية لم تقتصر على عالم الأثرياء، بل حتى قام بها الشباب من أبناء قطر من الجنسين. فرأيت مشروع " سواعد" التطوعي، ومشروع " ثقافة تيك أوي" وبرنامج " بداية لمشاريع الشباب"، ومشروع " رابطة المرأة القطرية"، كلها مشاريع قائمة بمبادرات ذاتية هدفها خدمة المجتمع. بل إنني أعلم أن كثيرا من قيادات الجمعيات الخيرية في دولة قطر هم قيادات تطوعية، تتحمل حتى تكاليف سفر رحلاتها الخيرية والعملية إلى خارج الحدود، ومن أبرز هؤلاء القيادات التنفيذية المسؤولة اجتماعيا، القيادات بمؤسسة الشيخ عيد بن محمد الخيرية، وجمعية قطر الخيرية، مؤسسة الشيخ ثاني بن عبدالله للخدمات الإنسانية (راف). وختاما فإن دولة قطر دولة مسؤولة، أظهرت اهتماما بالغا بمجتمعها الداخلي، وكذلك الخارجي حتى أصبحت بفضل الله ثم بفضل قيادتها الرشيدة دولة يشار إليها بالبنان.