18 سبتمبر 2025
تسجيلجاء في الأخبار أن مبنى الأمم المتحدة في أبوجا عاصمة نيجيريا قد جرى تفجيره وقتل عدد كبير من الأشخاص بداخله، وفي دولة جنوب السودان جرى التهجم على مبعوث حقوق الإنسان وتفتيش غرفته وضربه.. بينما نحن نقدم للمبعوثين الذين يفدون لبلادنا الورد والحب والإخلاص .. بل وهناك من يقوم بالتبرع لهم بالكثير من المعلومات الصحيحة والخاطئة..بل والمدمرة التي تصب ضد مصالح الشعب والبلد.. فمتى تصحو ضمائر هؤلاء..ومتى يستقيمون على الجادة ومتى يدركون أن معارضة الحكومة أمر ومعارضة الدولة أمر آخر.. ومتى يدرك هؤلاء أن كل أذى يلحق عن طريقهم بهذا الوطن والمواطنين؟ ومتى يدرك هؤلاء بأنهم بما يقومون به من عمل إنما يغوصون في برك العمالة الآسنة وعندها لن يدركوا حقيقة أن هذه المنظمات لن تحترمهم..وأن شعوبهم لن تحترمهم.. وأنهم إذا أدركوا حقيقة أنفسهم سوف يدركون مدى حقارتهم ووضاعتهم. أحسنت الحكومة حين قررت عدم دخول عدد من المنظمات اللاإنسانية لولاية جنوب كردفان..لأن الشعب كشف الدور الخبيث الذي يقومون به وأدرك أنهم إنما يقدمون إغاثات ملغومة ترتد على الشعب وتغتاله بفضل أدوارهم الشيطانية التي يقومون بها.. وجنوب كردفان ليس مثل دارفور التي كانت مفتوحة عليه أبواب جهنم من ترسانة المخلوع القذافي والمبادرات المدفوعة من أموال الشعب الليبي المحروم..جنوب كردفان ولاية في عمق السودان وجزء مهم في جسد الخارطة الجغرافية السودانية وليست مفتوحة على دولة مثل ليبيا وإن كنا نعتقد أن أموال شعب الجنوب من المورد الوحيد الذي هو البترول سوف تبدد في تمويل حركات دارفور وكل من يعلن مناوأته لحكومة السودان..وبالرغم من علم الحكومة بالأيدي الخفية التي تعمل ضد مصالح بلادنا فإنها من باب الحلم تغض الطرف عن تصرفات بعض قيادات الحركة المتطرفة التي أدمنت الإساءة إلى الشعب السوداني.. أنا لا أعني بحديثي هذا وبإيراد الحادثتين بأننا لابد أن نكون كذلك بل أؤكد بأننا لابد أن نبرز وجهتنا الحضارية والإنسانية ونخوتنا المتجذرة تجاه ضيوفنا والمقيمين بطرفنا ونوفر لهم الأجواء الآمنة ونضمن سلامتهم ونحميهم من أي ضرر يمكن أن يقع لهم.. ولكن برغم ذلك فإن هؤلاء الضيوف لا يبادلوننا الحسنة بالحسن.. ولا المعاملة الطيبة بما يستحق من احترام للحقيقة المجردة من الأهواء ودس لأكاذيب وتلفيق التهم التي لا يمكن أن تليق بنا وبتاريخنا وتقاليدنا الراسخة المتجذرة منذ آلاف السنين كأمة متحضرة مستقرة تتوفر لديها كل شروط وأسباب الأمن والاستقرار والإرث الحضاري..هؤلاء الذين يزوروننا .. يزورون الحقائق ويلفقون الاتهامات الباطلة.. ويصورننا وكأننا أسود ضارية في غابات إفريقيا وصحاريها..ولننظر لآخر تقرير لحقوق الإنسان..ولننظر لشهادات شركاء الإيقاد في قضية الحدود..ولننظر لأحداث كادوقلي التي قتل فيها المتمردون الأبرياء من النساء والشيوخ والأطفال بعد أن فشل قائدهم في الفوز بمقعد الوالي..ولننظر إلى قبائل اليسار التي ساندتهم حتى فشلوا ليكون سمتهم جميعاً الفشل الذريع ليلجأوا لعمليات الغدر ضد الأبرياء بالسلاح.. هل تعرض التقرير لهذه الأحداث وحدد المتسببين فيها وأدان بصراحة المتمردين في ما قاموا به من فعل مشين في حق التحول الديمقراطي الذي يتمشدقون به في الأمسيات السياسية والندوات وأمام كاميرات الفضائيات. كيف لنا أن نقبل أو نعقل تقريراً كهذا في ظل حقائق واضحة ودامغة وأمام الأشهاد جميعاً..فأمريكا دولة منحازة ..غير عادلة ..لاترى إلا ما يتراءى لها أنه الصحيح أو ما تراه إسرائيل ومجموعات الضغط أنه صحيح.. وأنا شخصياً لا أرغب أن ترفع أمريكا عقوباتها عن بلادنا فلا حاجة لنا بذلك ..والسودان محاصر اقتصاديا ومعاقب من قبل أمريكا من العام1948.. الله معنا.. ودفعنا في العقوبات أن نجتهد ونعمل ونحقق كفايتنا ..وأمريكا لم تخلقنا..ولن تستطيع أن تقتلنا مهما بالغت في عقوباتها..صحيح أن الحصار يمكن أن يخلق لنا بعض المشكلات ولكننا لا نريد أن نبيع قرارنا في مقابل رضا أمريكا علينا (ولن ترضى أمريكا ولا إسرائيل حتى نتبع ملتهم ..ولن نتبع).. والله سبحانه وتعالى يظهر للأمريكان والغرب الكافر آياته كل حين..فها هو إعصار كارين يهدد ملايين الأمريكان فيخلون المدن والبلدات ويهربون إلى مناطق أخرى خوفاً من الموت تحت ضربات الأعاصير والزلازل والحرائق..فلا يقومون على مقاومتها أو حتى انتظارها رغم قوتهم العسكرية والتكنولوجيا ..ولو آمنوا لكان هناك أمر آخر ولكنهم لا يؤمنون وفي طغيانهم يعمهون وفي خصومتهم للإسلام يفجرون فالمزيد من الآيات والأعاصير والزلازل والفيضانات والحرائق ..