11 سبتمبر 2025
تسجيل(1) كنت وما زلت أعتز وأفتخر بزملائي من الطلاب الذين درسوا معي في مدارس قطر سواء في مدرسة طارق بن زياد الابتدائية أو مدرسة اليرموك الإعدادية أو مدرسة مدينة خليفة الثانوية وصولا لجامعة قطر أثناء مرحلة البكالوريوس. والذكريات عن هؤلاء كثيرة وتكاد لا تعد ولا تحصى لما تحمله من مواقف نادرة تقوم على الوفاء أحيانا والمحبة والإيثار أحيانا أخرى.. وجميع ذكرياتنا في المدرسة دائما ما تكون سعيدة أو حزينة في بعض الأوقات.. وغالبا ما تنصب في الموقف الذي يصنع في حينه بعيدا عن المبالغة أو الارتجال. وفي المدرسة كانت تمتزج ذكرياتنا بين دموع الفرح والبكاء معا.. ففي حالة الحصول على المركز أو الترتيب الأول على مستوى الصف أو المدرسة تختلط دموع التفوق بلحظات تاريخية تبقى عالقة في الذاكرة طوال فترة العمر فلا تمحى من ذاكرة الأيام ولا تغطيها ستائر النسيان. (2) وقبل أيام غادرنا إلى الدار الآخرة الأخ الغالي هلال بن جهام بن عبدالعزيز الكواري أحد أركان إدارة المشاريع الرياضية في دولة قطر بل وأبرز الشخصيات التي لعبت دورا محوريا في الإعداد والتجهيز لملاعب مونديال قطر 2022 م الذي لم يشأ القدر أن يشاهد الفقيد افتتاحه بعد أسابيع من الآن.. فلله ما أعطى ولله ما أخذ ولا اعتراض على ما كتبه الله على عباده. هلال الكواري كان من الطلبة المتميزين في الدراسة وتفوق كذلك في المرحلة الجامعية فيما بعد.. ومن المواقف التي ما زلت أتذكرها عن الفقيد أنه كان من الأوائل على مستوى الصف خاصة في مدرسة اليرموك الإعدادية التي تقع في منطقة (فريج ابن عمران) في فترة السبعينيات، حيث حصل على الترتيب الأول في الصف الأول الإعدادي وأتيت أنا بعده في المركز الثاني وجاء الطالب ماجد البدر بالمركز الثالث أو الثاني مكرر إذا لم تخني الذاكرة.. فقد كانت المنافسة شرسة بيننا نحن الثلاثة سواء في اختبار المنتصف أو في اختبار نهاية السنة.. وكان (هلال) من الطلبة الذين يحرصون على الجلوس في الكرسي الأمامي بشكل دائم وهو العامل الذي أكسبه حب أساتذته له. والشيء الآخر الذي عرف عنه أنه كان يحفظ الدروس بشكل متميز وذاكرته عرفت بالفطنة وقوة الملاحظة خاصة في المواد العلمية التي تفوق فيها علينا جميعا. (3) الشيء المهم الذي عرف عن هلال الكواري - رحمة الله عليه - هو أخلاقه العالية وهدوءه وتواضعه الجم وثقافته الواسعة والمتنوعة.. فبجانب تفوقه الدراسي كان ذا صفات راقية في التعامل مع الجميع دون تكبّر أو استعلاء.. فقد كان محبوبا من الجميع حتى وفاته.. وبعد إصابته بالمرض الذي ألم به لم ننسَه أو ينساه الأقارب والأصدقاء حيث ظل الجميع يسأل عن أحواله وأين وصلت حالته الصحية حتى يوم رحيله. هكذا كان هلال الكواري وسيظل اسمه محفورا في قلوبنا وقلوب من أحبه طوال مشوار حياته المليء بالإنجازات. رحم الله أبو جهام الذي أفل نجمه وهو في عز شبابه.. رحم الله من غاب عنا غيابا أبديا ولكنه سيعيش بيننا بصورته الجميلة التي أحببناها من خلال ابتسامته وأخلاقه الرفيعة.. اللهم ابعث له نورا إلى يوم يبعثون.. إنك سميع الدعاء. (4) كلمة أخيرة: "الموت لا يوجع الموتى.. بل يوجع الأحياء". [email protected]