13 سبتمبر 2025

تسجيل

اليوم خلخال وبكره سنتيانه

01 أغسطس 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); الخلخال في اللغة هو حلية كالسوار تلبسها النساء في أرجلهن، وتُسمى أيضًا حجْل. وجمْعها خلاخيل. وأما (سنتيانه) فلم أقف على معنى لغوي لها بحسب بحثي المتواضع إلاّ أنها تسمية متداولة لحمّالة الصدر المستخدمة عند النساء. وقيل في سبب تسميتها (سنتيانه) إنه في زمن الاستعمار البريطاني لمصر كانت السيدة (يان) كبيرة معلمات البلاط الملكي تعاني من مشكله كبْر ثدييها مما اضطرها لخياطة رافعات لها ذات شكل لم يكن معهود في ذلك الزمان، وكانت رافعات الثديين هذه تغسل وتنشر مع الغسيل بواسطة الخادمة المصرية وعند سؤال عمال البلاط للخادمة عن اسم هذا اللباس الغريب أجابت بلهجتها المصرية: ده بتاع (الست يان) فتداول الناس لفظ (الستيان) لحمّالات الثُّدِيْ. منذ بضعة أيام قليلة تداول الناس في وسائل تواصلهم الاجتماعي صورا وتسجيلات لرجال يلبسون (الخلخال) يتفاخرون ويتمايلون به، وسعداء بأنهم يصوّرون أنفسهم وهم يرتدون لباس النساء. اشمأز عموم الأسوياء من الناس من هذه الصور (المقرفة) وعبروا عن انزعاجهم ورفضهم لهذه الحالة (المزرية) التي باتت تتزايد كعنوان يُعنى به الشباب الخليجي من حيث تخلّيهم عن رجولتهم وتشبههم بالنساء في حركاتهن ولباسهن و(مكياجهن) وبعضهم ذهب إلى أكثر من ذلك مما قد لا يسمح المقام بذكره. في (التويتر) الذي يعبّر فيه الناس عن آرائهم في عالمهم الافتراضي انتشر هاشتاق بعنوان (اليوم خلخال وبكره سنتيانه) وبلغ انتشاره حدود (الترند) التي هي أعلى النسب مشاركة وتفاعلًا مع التغريدات. هذا الهاشتاق كان تعبيرًا واضحًا وبليغا عن رفض المجتمعات الخليجية لمثل هذه الممارسات ومطالبات بوقفها لأنها أصبحت هي ومثلها من مظاهر بذخ فاحش وتعدّ على الأعراف والعادات والتقاليد الموروثة والمرعية؛ كلّها تسيء إلى الخليجيين، وتجعل الآخرين ينظرون إلينا بازدراء وتهكّم وربما يكونون محلّ طمعهم واعتبار أهل الخليج مرفّهين وأنهم يعيشون حياة باذخة تشبه حياة ألف ليلة وليلة، وأنهم من شدّة الترف والفراغ والدلع والدلال والكسل صارت لديهم القابلية لارتداء حتى جلابيب النساء وحليّهن؛ فيما هو حقيقة الأوضاع غير ذلك، وأن تلك التصرفات والممارسات من فئات نشاز، وقليلة لا تمثل الوجه المشرق لرجالات وأبناء خليجنا العربي. وأحسب أنه بات لزامًا على السلطات أن تأخذ بقوّة على أيدي هؤلاء السفهاء، وألاّ يُترك لهم الحبْل على الغارب تشويهًا وإساءة وانحرافًا ومخالفة للفطرة البشرية من دون رادع يرعويهم. ولنا في الخليفة الراشد، سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه قدوة ونموذج يحسن الرجوع إليها. إذ يُروى في تاريخنا الإسلامي أن الخليفة الفاروق رأى ذات يوم بعض الفتية قد أسدلوا شعْر رؤوسهم وأخذوا يتمايلون في مشيتهم كما النساء؛ فأوقفهم وضربهم بدرّته المشهورة قائلا: "لا تفسدوا علينا ديننا" وذلك في إشارة واضحة إلى الخطورة الاجتماعية التي قد يسببها انتشار وجود مثل هؤلاء في المجتمعات، فكان من نهج الفاروق رضي الله عنه أن استخدم معهم درّته المعروفـة التي قيل عنها في الأمثـال "درّة عمر أهيب من سـيف الحجـاج". سانحة: قال شاعر النيل حافظ إبراهيم عن درّة عمر: أغنت عن الصارم المصقول درّته فكم أخافت غوي النفس عاتيها كانت له كعصا موسى لصاحبها لا ينزل البطل مجتازا بواديها