19 سبتمبر 2025

تسجيل

الزواج الكاثوليكي بين إيران والإرهاب

01 أغسطس 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); ترتبط إيران بعلاقة قوية مع تنظيم القاعدة بدأت منذ فترة طويلة، وتحديدا بحرب أفغانستان، حيث كانت إيران تشكل ممرًا مهمًا لرجال القاعدة وتقدم لهم دعمًا لوجستيًا، فضلًا عن أنها أصبحت فيما بعد الحاضن الرئيس لهم باستضافة الفارين من أفغانستان إلى داخل أراضيها، حيث وفرت لهم مساكن آمنة تحت إشراف مخابراتها بعد انتهاء التجربة الأفغانية، وتم قطف ثمار هذا العمل عقب الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، إذ سمحت إيران بتسلل أعضاء التنظيم إلى العراق، ووفرت لهم بيئة خصبة لتنفيذ مخططاتهم، فأعادوا تشكيل أنفسهم تحت اسم "القاعدة في بلاد الرافدين". ورغم الاختلاف الأيديولوجي والمذهبي بين إيران وتنظيمي القاعدة وداعش، فإن البراغماتية الإيرانية احتوت تلك الجماعات المصنفة جماعات جهادية سنية، بغية تنفيذ مشروعها الكبير، ومطامعها التوسعية المتمثلة بتصدير ثورتها الخمينية؛ لبسط نفوذها في الشرق الأوسط، وتحقيق أحلامها التوسعية لولاية الفقيه، ولعل المفارقة العجيبة في تكوين هذا التنظيم هو ما حصل ضمن ولاية "المالكي" الأولى عندما اتهم نظام بشار الأسد بأنه كان يقف وراء التفجيرات التي تحصل في العراق من خلال السماح بدخول الإرهابيين وتكوين خلايا إرهابية منظمة تتلقى أوامرها من "دمشق وطهران" لتنفيذ أعمالها العدوانية، ليتم بعدها إسدال الستار على هذا النظام وتحويل التهم، من القاتل الحقيقي الذي تم وصفه فيما بعد بالداعم للعملية السياسية والمتصدي للإرهاب وإلصاقها بشماعة البعثيين. على امتداد تاريخ الجماعات الإرهابية (القاعدة وداعش)، لم تسجل إيران أي اعتداء إرهابي داخل أراضيها، ولم تضرب الأحزمة الناسفة ومفخخات القاعدة وداعش أيًا من منشآتها، في وقت استهدفت فيه معظم بلدان الشرق الأوسط ودول أوروبا، لدرجة أنها تطاولت حتى على بيوت الله، والتي كان آخرها استهداف أحد أقدس ثلاثة أماكن في العالم، وهو المسجد النبوي الشريف، الأمر الذي يدعونا مجتمعين لأن نسأل وبصوت مرتفع: أي علاقة وطيدة تربط إيران بالإرهاب؟ وكيف استطاعت أن تستغل الجماعات السنية لتنفيذ مخططاتها العدوانية رغم الاختلاف المذهبي بينهما؟! استطاعت إيران إنشاء مراكز تدريب لكوادر القاعدة في مدينة مشهد، يشرف عليها الجنرال قاسم سليماني، وهذا يعني أن ملالي طهران لا يعنيهم على الإطلاق الاختلاف المذهبي بقدر ما يهمهم تحقيق مصالحهم، ولاسيَّما فرق الموت التي ترفع رايات مزيفة وشعارات كاذبة؛ بغية زرع بذور الفتنة الطائفية التي تم اكتشاف حقيقتها الدامغة من خلال الوثائق التي حصلت عليها القوات الأمريكية، بعد مقتل أسامة بن لادن، والتي أكدت أن إيران تمثل الحاضن الحقيقي للقاعدة وداعش، خدمة لمشروعها الفارسي من أجل تشويه السنة وضربهم في مقتل، وهذا ما جعل العلاقة بين إيران وتنظيم داعش أشبه بـ"الزواج الكاثوليكي" الذي لا طلاق فيه لتحقيق مصالح الطرفين، فعناصر تنظيم داعش ارتكبوا عمليات إرهابية كثيرة في العديد من الأماكن، ولم يطلقوا رصاصة واحدة على حدود دولة فارس. وقدمت إيران دعمًا لوجستيًا للقاعدة قبيل أحداث 11 سبتمبر وبعدها، موضحة أنها باعتبارها تنافس المملكة العربية السعودية لتزعم العالم الإسلامي – بصفتها جمهورية إسلامية – منذ تولي الخميني السلطة، عمدت إلى إيواء الأحزاب الراديكالية ذات الطابع المتطرف مثل القاعدة وتنظيم داعش، وغيرهما من التنظيمات التي تعارض نهج الشريعة الإسلامية، لذلك اتخذت إيران من داعش وشاكلته حزامًا ناسفا لها تفجره في كل دولة عربية أو أجنبية تعارض مصالحها السياسية. ولدعم احتضان إيران للقاعدة وتنظيم داعش، ولإخفاء هذه الحقيقة يمارس الإعلام الإيراني، وبعض أتباعه العرب، دورًا كبيرًا في تضليل الرأي العام، وتعميته؛ بزعم أن داعش صناعة سعودية وهابية، والحقيقة أن ما جرى ويجري من دعم وتمويل وتخطيط لزعزعة أمن المنطقة، يثبت بالدليل القاطع أن إيران هي التي تقف وراء ذلك، وهذا ليس غريبا على الصفويين الفرس فالشواهد التاريخية منذ نشر الإسلام وحتى يومنا هذا، تؤكد أن بلاد فارس صاحبة اليد الطولى في جرائم القتل والخراب والتدمير، ابتداء من اغتيال سيدنا عمر بن الخطاب وسيدنا علي بن أبي طالب وولده الحسن، مرورا إلى ما يحصل اليوم من تدخل سافر في شؤون المنطقة وزعزعة استقرارها بحجة الدفاع عنها، كما هو حال تنظيم داعش والجماعات الإرهابية الذي يدعي نصرة أهل السنة!