06 أكتوبر 2025

تسجيل

يا ويل "صديق" الدار !!

01 أغسطس 2013

في نهاية الخمسينيات وبداية الستينيات أي في فترة النهوض القومي العربي بعد ثورة 23 يوليو المجيدة وقائدها الراحل جمال عبدالناصر كنا نستمع إلى الأغاني والأناشيد الوطنية التي عبرت في تلك الفترة عن مرحلة العزة والكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية والأهم من كل ذلك مرحلة التحرر والاستقلال ولعل من بين هذه الأناشيد الوطنية التي رددها الشعب العربي هي "يا ويل عدو الدار من غضبة الأحرار"، هذه الأنشودة وغيرها من الأناشيد الوطنية كانت تمثل محوراً استراتيجياً للأمة العربية عندما كنا نعرف من هو العدو الحقيقي ومن هو الصديق الحقيقي للأمة العربية وكان العدو حسب تلك الاستراتيجية هو العدو الصهيوني والغرب عموماً الذي كان يدعم ويساند هذا العدو. اليوم أصبحنا لا نعرف من هو العدو الحقيقي ولا نعرف من هو الصديق الحقيقي لأننا لا نملك استراتيجية تقول لنا ذلك ولا نعرف من نحن وماذا نريد.. وما هي هويتنا.. وما هي أهدافنا الاستراتيجية. غياب هذه الاستراتيجية العربية جعل النظام الرسمي العربي يتخبط في تحديد الأعداء والأصدقاء ويحتار البعض في الإجابة على بعض الأسئلة الاستراتيجية ومنها: هل إيران هي العدو للأمة العربية أم العدو الصهيوني؟! وهل الإدارة الأمريكية صديقة للأمة العربية أم عدو؟! وهل الاتحاد الأوروبي عدو أم صديق؟! وهل روسيا عدو لنا أم صديق؟! وهل تركيا صديقة وشقيقة أم عدو؟! بل وصلنا إلى سؤال خطير ومرعب ومخيف ومفزع: هل حماس عدو لنا أم صديق؟! وهل فتح عدو لنا أم صديق؟! اسأل هذه الأسئلة الخطيرة والمخيفة والمرعبة لأننا سمعنا في وسائل الإعلام المصرية بعد ثورة 30 يونيو أن الرئيس المعزول محمد مرسي متهم "بالتخابر" مع حركة حماس!!! وبالأمس كشفت حماس عن "وثائق" تتهمها بأمور خطيرة وتحاول تشويه علاقاتها مع مصر وجيشها مصدرها حركة فتح، بينما نفت حركة فتح هذه الوثائق!! إنه لأمر خطير ومخيف ومرعب أن تفقد بوصلة الاستراتيجية العربية، فهل يمكن أن يصل بنا الأمر إلى اتهام رئيس دولة عربية "بالتخابر" مع حركة مقاومة عربية؟! وهل هذه الحركة وفق تلك الوثائق التي لا نعرف مدى مصداقيتها أصبحت ترى في الجيش المصري عدواً لها وتتآمر عليه!! أمور لا تكاد تصدق مطلقاً إلا إذا سلمنا بأننا أصبحنا لا نميز بين عدونا الحقيقي وصديقنا الحقيقي، وكل ذلك يعود لأننا لا نملك استراتيجية عربية واحدة، وغياب هذه الاستراتيجية القومية العربية حولت نشيدنا القومي العربي من "يا ويل عدو الدار" إلى "يا ويل صديق الدار"!! يا ويلنا من القادم.........