20 سبتمبر 2025
تسجيلوكان النبي صلى الله عليه وسلم يمر على الصبيان فيسلم عليهم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أكل لعق أصابعه الثلاث. وكان صلى الله عليه وسلم يكون في بيتـه في خدمة أهله ولم يكن ينتقم لنفسه قط. وكان صلى الله عليه وسلم يخصف نعله، ويرقع ثوبـه، ويحلب الشاة لأهله. وكان صلى الله عليه وسلم يعلف البعير ويأكل مع الخادم، ويجالس المساكين، ويمشي مع الأرملة واليتيم في حاجتـهما، ويبدأ من لقيه بالسلام، ويجيب دعوة من دعاه، ولو إلى أيسر شيء، وكان صلى الله عليه وسلم هين المؤنة، لين الخلق، كريم الطبع، جميل المعاشرة، طلق الوجه بساماً، متواضعاً من غير ذلة، جواداً من غير سرف، رقيق القلب، رحيماً بكل مسلم، خافض الجناح للمؤمنين، لين الجانب لهم. وقال صلى الله عليه وسلم: "ألا أخبركم بمن يحرم على النار؟ - أو تحرم عليه النار - تحرم على كل قريب هين لين سهل" رواه الترمذي، وقال حديث حسن.سئل الفضيل بن عياض عن حقيقة التواضع؟ فقال: يخضع للحق، وينقاد له. ويقبله ممن قاله.وقال ابن عطاء: هو قبول الحق ممن كان، والعز في التواضع، فمن طلبـه في الكِبْر فهو كمن طلب الماء من النار.ومر الحسن رضي الله عنه على صبيان معهم كسر خبز، فاستضافوه، فنـزل فأكل معهم، ثم حملهم إلى منـزله، فأطعمهم وكساهم، وقال: اليد لهم، لأنـهم لا يجدون شيئاً غير ما أطعموني، ونحن نجد أكثر منـه.فروح التواضع: أن يتواضع العبد لصولة الحق. بأن يتلقى سلطان الحق بالخضوع له، والذل، والانقياد، بحيث يكون الحق متصرفاً فيه تصرف المالك في مملوكه، فبـهذا يحصل للعبد خلق التواضع.وجمال التواضع إنما يكون بأن ترضى بما رضي الحق بـه لنفسه عبداً من المسلمين أخاً لك، وألا ترد على عدوك حقاً، وأن تقبل من المعتذر معاذيره.فإذا كان الله قد رضي أخاك المسلم عبداً، أفلا ترضى أنت بـه أخاً؟ فعدم رضاك بـه أخاً: عين الكبر، وأي قبيح أقبح من تكبر العبد على عبد مثله، لا يرضى بأخوتـه، والله راض بعبوديتـه؟