31 أكتوبر 2025
تسجيلتوقف بنا الحديث عند الأمير المجاهد يوسف بن تاشفين ثاني أمراء المرابطين وقد تولى بعد أبي بكر بن عمر، وامتد سلطانه في الغرب الإسلامي من حدود تونس وحتى غانا جنوبا والأندلس شمالا وأنقذ الأندلس من ضياع محقق وهو بطل معركة الزلاقة وقائدها. يقول عنه الإمام الذهبي: كان ابن تاشفين كثير العفو، مقربًا للعلماء. وكان سنيا سلفيا، أوصى بعد موته أن يدفن على السنة، وقد بني هذا الضريح في عهد الملك محمد الخامس كما تشير إحدى اللوحات الموجدة عنده. وحين دخولنا رأينا ضريحا مرتفعا وبجواره امرأة ذات سحنة مراكشية، قالت إنها تخدم هذا الضريح وورثت ذلك عن والدتها وحدثتنا عن سيرة بن تاشفين بالنص المكتوب على لوحة من الرخام بجوار القبر. كما حدثتنا عن أن كثيرا من الناس يقصد هذا الضريح معتقدين فيه النفع والضر، وقلت لها إن الله تعالى يقول في كتابه: "وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا" ولو أن ابن تاشتفين حيا لما أقر هذا، كما جعلنا النصيحة عامة لكل الموجودين، وقد شكرنا بعضهم وأقرنا على قولنا. وكانت زيارتنا لقبر المجاهد بن تاشفين من باب الزيارة الشرعية وقد أشرنا لأحكام زيارة القبور وأنواعها في حديثنا عن زيارة قبر عبد القادر التجاني. وبعد ذلك أكملنا طريقنا قافلين إلى الدار البيضاء والتي وصلناها قبيل صلاة الفجر، حيث صلينا الفجر ونمنا. وفي مقالنا القادم سنحدثكم إن شاء الله عن رحلتنا إلى مدينة تطوان شمال المغرب حيث تطل على سواحل البحر المتوسط.