13 سبتمبر 2025

تسجيل

هل كل مدير يصلح لأن يكون قائداً؟

01 يوليو 2022

أثارت هذه العبارة العديد من النقاشات حيال هل كل مدير يصلح لأن يكون قائداً؟، أم أن كل قائد يصلح لأن يكون مديراً؟، وما أحوجنا إلى القائد قبل المدير، فالمدير هو من يدير الأمور ويقسم المهام ويتابع الإنجاز، بينما القائد الحقيقي هو الذي يدير الأزمات ويوجد الحلول للتحديات ويجد في كل مصيبة هناك فرصة للخروج بعمل جديد والإبداع والابتكار. فكل قائد ممكن أن يصبح مديراً حين يتصف بقوة الشخصية والشجاعة والقدرة على اتخاذ القرارات في المواقف الصعبة والتواضع والتسامح بالتغاضي عن الزلات من قبل فريق العمل، الالتزام، الفراسة وسرعة البديهة واستشعار المخاطر قبل وقوعها وإيجاد خطط بديلة، العمل الدائم على تطوير نفسه ومن حوله. كثيراً ما نتساءل عن أسرار نجاح الشركات الكبيرة أمثال جوجل، وفيس بوك، وأمازون، والجواب هنا بوجود قيادة ملهمة ومحفزة في بيئة عمل إيجابية، حيث الجميع يعمل لأنه يحب العمل لا يعمل لأنه خائف من مسؤوله أو لأنه بحاجة للعمل من أجل الراتب فقط، بل يعمل لأنه يحب عمله، وبالتالي يولد لديه المزيد من الإبداع والابتكار للمؤسسة. والجانب الإنساني مهم جداً في القيادة وهو يخلق جواً من الثقة والألفة بين القائد وفريق العمل كأنهم أسرة واحدة، ويقول الكاتب سايمون سينك في كتابه (القائد آخر من يأكل): ‹›سيكون من الأفضل أن نعاني كلنا قليلاً، على أن يعاني بعض منا بشكل كبير”، لذلك يجب على القائد توفير الحلول التي من شأنها أن تواجه الهواجس التي يعيشها أي موظف داخل مؤسسة العمل، وذلك من أجل نشوء روح الثقة وتبادل العبء فيما بينهم، إذ إن الشعور بالأمان هو المحرك الأساسي للتقدم، وتوفير هذا الشعور هو من مهام القائد الأساسية. ويقول أيضاً إن «هناك فرقاً بين الأشخاص الذين يملكون مناصب تجعلهم يملكون صلاحيات تنفيذية، وبين أولئك الأشخاص الذين يتسمون بصفات القائد، فهناك كثير من المؤسسات التي تحتوي على موظفين قد يكونون في أسفل الهرم الوظيفي إلا أنهم قادة حقيقيون، وذلك بسبب أنهم اختاروا الاعتناء بزملائهم الذين يعملون بجوارهم، وهذا بحسب معنى الكاتب لجوهر ما تعنيه كلمة “قائد”. خاطرة،،، أعجبتني مقولة خطيرة في الكتاب تقول (عندما يغيب التعاطف بين القائد والموظفين، تتحول العلاقات داخل مؤسسة العمل من علاقات تأخذ شكلاً إنتاجياً لمصلحة المهنة إلى علاقات مصبوغة بالإهمال والتجرد من أي اهتمام تجاه العمل أو استمرارية الإنتاج)، فما أحوجنا اليوم في مؤسساتنا إلى التعاطف والتقدير من القادة لدوام استمرارية العمل والإنتاج بحب وإخلاص لا بملل ورتابة والترقب لحين انتهاء ساعات الدوام الرسمي. هل كل مدير يصلح لأن يكون قائداً؟