10 سبتمبر 2025
تسجيلالبلدان أصبحا لاعبين عالميين مهمين وعلاقاتهما متنامية 134.7 مليون دولار حجم التبادل التجاري عام 2019 شهدت المكسيك وقطر على مدى السنوات الماضية تحولاتٍ اقتصادية وديمغرافية عميقة، وأصبح كلاهما لاعبين عالميين مهمين، وفي منتصف السبعينيات، سعت المكسيك إلى تعزيز حضورها على الساحة الدولية من خلال إقامة علاقات دبلوماسية مع الدول المستقلة حديثاً في جميع أنحاء العالم، وكانت دولة قطر حينئذٍ دولةً جديدةً أعلنت استقلالها عام 1971، ساعيةً على حدٍّ سواء إلى تعزيز حضورها الدولي حيث انضمت في العام ذاته إلى الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية. وفي سياق ذكرى تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين المكسيك وقطر في عام 1975، يُمثّل الاحتفاء بمرور 45 عاماً على هذه الخطوة المهمة فرصةً مناسبةً لتسليط الضوء على التطورات الواعدة والعلاقات المتنامية بين البلدين، ولبحث إمكانية تعزيزها مستقبلاً. جاء تواصل البلدين في المراحل الأولى بشكلٍ رئيسي في إطار الأمم المتحدة والمنظمات الأخرى، وكانت العلاقات الثنائية تتم من خلال سفارة دولة قطر في واشنطن وسفارة المكسيك في كلٍّ من لبنان والسعودية ولاحقاً الكويت. ومع تطوّر اقتصاداتنا ونمو مجتمعاتنا، ازدادت علاقاتنا متانةً ووثاقة، ونجحنا خلال العقد الماضي في تعزيز وتوسيع أجندتنا الثنائية لتشمل قطاعاتٍ أخرى مثل الاقتصاد والسياسة والتعاون الاجتماعي، وبلغ اهتمام البلدين بتعميق الحوار وتنويع الشراكة التجارية مستوياتٍ متقدّمة، حيث قرّرا في عام 2014 افتتاحَ سفارتين في الدوحة ومدينة مكسيكو. وشكّلت الزيارات المتبادلة بين قائدي البلدين خطوةً محوريةً في تعزيز علاقاتهما، حيث قام سمو أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بزيارة مدينة مكسيكو في عام 2015، ليقوم رئيس المكسيك حينئذٍ بردّ الزيارة بعدها بأشهر قليلة. وقد ازدادت الروابط الاقتصادية الثنائية وثاقةً بفضل الحوار المكثف بين البلدين على أعلى المستويات. ويُدرك رجال الأعمال في كلا الجانبين مدى الفرص الواعدة التي تُقدّمها الأسواق المكسيكية والقطرية؛ الأمر الذي ينعكس في تنوع البعثات التجارية والاستثمارية على مدى السنوات الأخيرة. وفي أكتوبر 2018، وضعت زيارةُ بعثة من رجال الأعمال المكسيكيين إلى الدوحة حجرَ الأساس لإنشاء مجلس أعمال قطري - مكسيكي. ترتكز الصادرات المكسيكية إلى دولة قطر على المركبات ومنها السيارات واليخوت والقوارب السياحية، ومعدات المواصلات، والأنابيب والحديد والصلب. كما تشمل وارداتها من قطر الألومنيوم الخام والمنتجات الهيدروكربونية والأقمشة. وفي عام 2019، بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 134.7 مليون دولار، بزيادة 60.9% مقارنةً بالسنة السابقة، ورغم ازدهار نمو هذه الأرقام، إلا أنّ التبادل التجاري لا يزال دون المستوى المطلوب، ونحن في منتهى الحرص على تعزيزِ حجم وتنوّع التبادل التجاري بين البلدين، وبحثِ المجالات الحافلة بالفرص في أسواق الجانبين. على سبيل المثال، تُعتبر المكسيك مصدّراً معتمداً للمنتجات الزراعية عالية الجودة إلى العديد من الشركاء حول العالم. وقد ازداد تطوّر الاستثمارات المتبادلة بين المكسيك وقطر على مرّ السنوات، ومن الجدير الإشارة في هذا السياق فوز "قطر للبترول" – في يناير 2018- في مناقصة عالمية، مع شركات أخرى، بعقد للاستكشاف في مناطق بحرية بالمكسيك. وفي شهر مايو من عام 2020، قامت الشركة بتوسيع حضورها من خلال شراء حوالي 30% من شركة نفط أخرى في حوض كامبيتشي، ليكون بذلك أبرز استثمار قطري في المكسيك. وهناك المزيد من فرص التعاون التي يمكن الاستفادة منها في قطاعات أخرى، ومنها قطاعَا السياحة والبنية التحتية، وحتى يبلغ التعاون الثنائي أعلى المستويات، لابدّ من المضي قدماً في تطوير علاقات مبنية على الثقة المتبادلة بين الفاعلين الرئيسيين في هذا السياق، ومنهم صناديق الأسهم الخاصة والبنوك والمؤسسات المالية الدولية، من أجل تحقيق حضورٍ طويل الأمد في أسواقنا. وتعمل الشركات المكسيكية على تعزيز حضورها في السوق القطري، ومنها على سبيل المثال شركة " Dunn Lightweight Architecture"، التي كانت أول شركة مكسيكية تفوز بعقد في إطار استعدادات قطر لاستضافة بطولة كأس العالم 2020 للمشاركة في تصميم وتركيب سقف ملعب الريان. ويسعى كلٌّ من قطر والمكسيك إلى تعزيز التبادل الثقافي. ويمكن الإشارة هنا إلى قيام المهندس المعماري المكسيكي الشهير ريكاردو ليجوريتا بتصميم وبناء بعض المباني الأكثر رمزية في المدينة التعليمية، مثل حرم جامعة جورجتاون، وكارنيجي ميلون، وتكساس إيه آند إم، ومركز الطلاب. يقيم في قطر أكثر من 600 مواطن مكسيكي، يعمل الكثير منهم طيارين وأعضاء في فريق عمل الخطوط الجوية القطرية، وهي أحد أبرز شركات الدولة. كما يعمل آخرون مهندسين في شركة قطر للبترول ورجال أعمال وأكاديميين وفنانين ولاعبي كرة قدم وطهاة وفي قطاع الضيافة وطلاب. وجميعهم يساهمون بشكلٍ حيوي في تطوير دولة قطر على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي. كما يجمع قطر والمكسيك شغف الرياضة، ومن المتوقع أن يزور قطر آلاف المكسيكيين في عام 2022 لتشجيع منتخبنا الوطني في بطولة كأس العالم. ومن جهةٍ أخرى، ستكون المكسيك أول بلدٍ يستضيف البطولة ثلاث مرات، حيث ستستضيفها أيضاً في 2026 إلى جانب كلٍّ من كندا والولايات المتحدة. وفي المقابل، سوف يكون من دواعي سرورنا أن نرحّب حينها بمنتخب ومشجّعي قطر. مع احتفائنا بهذه الذكرى المهمة لمرور 45 على انطلاق علاقاتنا الدبلوماسية، فإننا نقدّر علاقات الصداقة والتعاون التي تجمعنا ودولة قطر. وإنني على يقينٍ تام بأننا من خلال العمل معاً في ظلِّ هذه الظروف التي تشكّل أحد أكبر التحديات - وباء "كوفيد - 19" - سيُساعدنا التزامنا ومساهماتنا بلاشك على تجاوز العقبات الراهنة والمضي قدماً نحو مستقبلٍ أكثر استدامةً واستمراريةً وازدهاراً. نائب وزير خارجية المكسيك