30 أكتوبر 2025

تسجيل

العلامة الشيخ محمد بن مانع .. من علماء قطر الروّاد

01 يوليو 2016

يعتبر الشيخ محمد بن عبدالعزيز المانع أحد أبرز العلماء الذين عاشوا على أرض قطر وكان دوره بارزاً في نشر رسالة الاسلام وتعاليمه بجانب نشرها في شرق الجزيرة العربية على وجه الخصوص ، وله العديد من الجهود في مجالات الدعوة والتأليف بجانب تقلده بعض المناصب التي أهلته للعمل في مجال القضاء حيث كان أبرز القضاة المعدودين في قطر والخليج في فترة حياته. واسمه الكامل: " محمد بن عبدالعزيز بن محمد بن عبدالعزيز بن محمد بن عبدالله بن محمد بن إبراهيم بن مانع بن إبراهيم بن حمدان بن محمد بن محمد بن مانع بن شبرمة بن محمد الوهيبي النهشلي الحنظلي التميمي ، الملقب بـ (ابن مانع) " . وهو من مواليد سنة عام 1300 هـ الموافق 1882 م ، وكان والده وجده من علماء عنيزة وقضاتها ، فأدخله والده في مدرسة تحفيظ القرآن عند بلوغه السابعة ، وقد توفي والده وهو صغير ، واستمر في حفظ القرآن بعد ذلك حتى ختمه ، ثم شرع في قراءة مبادئ العلوم الشرعية على علماء بلدته . ودرس على يد كثير من العلماء في عنيزة منهم الشيخ عبدالله بن محمد بن دخيل ، والشيخ صالح العثمان القاضي ، والشيخ إبراهيم بن حمد الجاسر . حيث درس عليهم العقيدة والفقه الحنبلي واللغة العربية.يقال عن الشيخ ابن مانع : إنه قد نشأ على حفظ القرآن الكريم بجانب حفظ الكثير من المتون في شتى العلوم ، وطلب علم التوحيد والفقه والحديث والنحو والفرائض في كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب والشيخ مرعي يوسف المقدسي والعلامة المحدث أحمد بن علي بن حجر العسقلاني وبعد أن نمت مداركه واشتد ساعده سعى وراء العلم والمعرفة فسافر إلى القاهرة وفي الجامع الأزهر التقى الإمام محمد عبده والسيد محمد رشيد رضا وغيرهما من العلماء الأفذاذ فاستفاد منهم علماً وازداد عمقاً في البحث والتحصيل ، ثم ارتحل إلى بغداد والبصرة ينهل من العلم ، وينعم بلقيا العلماء الأفذاذ ، ومنهم السيد محمود شكري الألوسي ، الذي كان له أثر ملموس في حياة الشيخ الجليل ، ثم عاد الشيخ إلى بلده ، فلمع نجمه ، وذاع صيته في هذه المنطقة ، ثم استدعاه المرحوم مُقبل الذُكير الى البحرين . وقد استدعاه الشيخ عبدالله بن قاسم آل ثاني حاكم دولة قطر عام 1336 للهجرة فأقام بها نحو ربع قرن، وأنشأ بها أول مدرسة علمية عام 1336 للهجرة 1913م سميت باسم " المدرسة الأثيرية " التي خرجت جيلا من العلماء والمثقفين القطريين والخليجيين، منهم الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود والشيخ عبدالله بن تركي السبيعي والشيخ عبدالله بن إبراهيم الأنصاري والشيخ قاسم درويش فخرو والشيخ حسن بن جابر والشيخ ناصر بن خالد آل ثاني والشيخ فالح بن ناصر آل ثاني ، ومن الإمارات العربية المتحدة خرجت الشيخ سيف المدفع والشيخ عبدالله بن الشيبة والشيخ محمد بن سعيد بن غباش. ● أما أبرز تلاميذه فقد درّس الشيخ خلال تنقله في دول المنطقة عددا كبيرا من الطلاب الذين لازموه سواءً في بلده عنيزة أو في البحرين أو بعد ذلك في قطر، فلعل أبرز تلامذته : ● الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي، علاّمة القصيم وصاحب التفسير المعروف.● الشيخ عثمان بن صالح القاضي.● الشيخ محمد بن عبدالله بن مانع ، وهو ابن عمّه.● الشيخ عبدالله بن عمر بن دهيش ، رئيس المحكمة الكبرى بمكة.● الشيخ عبدالله بن زيد المحمود رحمه الله ، رئيس محاكم قطر.● الشيخ عبدالله بن ابراهيم الأنصاري رحمه الله مدير الشؤون الدينية في قطر.● الشيخ عبدالعزيز بن حسن بن عبدالله آل الشيخ الرئيس العام لهيئات الأمر بالمعروف في المملكة العربية السعودية، وكثير غيرهم.وكان له الدور الريادي في السماح للنساء بالتعليم في قطر ، حيث إن افتتاح أول مدرسة للبنات في قطر لقي معارضة كبيرة من معظم العائلات القطرية التي رفضت السماح لبناتها بالذهاب للمدرسة للتعليم في تلك الفترة ، فأصدر الشيخ ابن مانع فتوى موجهة للشيخ علي بن عبدالله آل ثاني حاكم قطر في تلك الفترة يؤيد فيها تعليم البنات وأن هذا لا يتعارض مع تعاليم الدين الإسلامي.ترك ابن مانع لنا تراثاً ضخماً من الكتب التي قام بتحقيقها ، وكان لدولة قطر شرف طباعتها ونشرها وإظهارها للوجود لأول مرة والتي بلغت أكثر من مائة كتاب ، طبعت ووزعت مجاناً على طلبة العلم في كافة دول العالم ، وأبرز هذه المؤلفات: القول السديد . جامع المناسك الثلاثة الحنبلية . الفروع . عقيدة أهل السنة والجماعة . تحديق النظر في أخبار الإمام المهدى المنتظر. إرشاد الطلاب إلى فضيلة العلم والعمل والآداب . التقويم العربي المفيد . الكواكب الدرية . القول المتين في الرد على المحتالين . زاد المستقنع.وظل الشيخ ابن مانع يجاهد إلى أن لقي ربه راضياً مرضياً في الثاني عشر من رجب عام 1385 هـ الموافق 7 نوفمبر 1965 م حيث توفي في مدينة بيروت اللبنانية عندما كان يعالج هناك ، ثم نقل جثمانه الطاهر إلى قطر ودفن في المقبرة الشرقية بمدينة الدوحة.ويعد ابنه " عبدالعزيز " من أبنائه الذين وقفوا بجانبه أثناء حياته وحتى وفاته ، ولعب دورا مهما في توثيق أعماله وجهوده ، وكانت له مكانة اجتماعية كبيرة بين أهل قطر في تلك الفترة ، وقد عمل في قطاع الاعلام بدولة قطر لفترة من الزمن ، وكانت وفاة " عبدالعزيز " سنة 1970 م. وفي سنة 1988م اختارت الباحثة المصرية زينب جابر التهامي فضيلة الشيخ محمد بن عبد العزيز المانع رائد التعليم في منطقة الخليج موضوعا لرسالتها لنيل درجة الماجستير من معهد البحوث العربية بمصر. وقد أصدر " المجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث " دراسة توثيقية عن مشوار حياته باشراف الباحث " ياسين الوكيل " ، وهي دراسة قيمة توثق لسيرته الذاتية وجهوده الدينية والعلمية على مدى عقود في دولة قطر. كلمة أخيرة يعد الشيخ محمد بن عبدالعزيز المانع أحد أبرز رواد التعليم الديني على مستوى قطر والجزيرة العربية (رحمه الله رحمة واسعة).