11 سبتمبر 2025
تسجيلإبدأ بني بتحسين خطك، وتعلم لغة للتعبير كما كنا نعرفها من قبل بعلم الإنشاء، ذلك العلم الذي كان الواحد منا وهو صغير يحاول أن يضع أفكاره في أي موضوع على شكل كتابة على الورق مبرزاً فيه ما يجول بخاطره في هذا الموضوع وهنا تنشأ ملكة التعبير ويتعهدها صاحبها بالتنمية والتهذيب قليلا قليلا فإذا بها تكبر معه حتى تكون جزءاً من تكوينه. يا بني إن خير ما يرسخ قدمك في لغتنا الجميلة أم اللغات هو كتاب الله عز وجل، هو القرآن الكريم. لقد كانت أولى آياته على لسان النبي الكريم صلى الله عليه وسلم" إقرأ" إقرأ يا بني في كتاب الله وارتشف من مناهل الفصحى بين آياته وفي ثناياه. إقرأ القرآن يا بني وتعلم كيف تقرأ وليكن ذلك على يد سيدنا الشيخ أبوسويلم في الكتاب.القرآن يا معشر الشباب هو معلم البشرية قراءة وكتابة وعلما وتجارة ومالا وزواجا ومعاشا ودنيا ودينا.هو أبو رسالات السماء، الكتاب الذي هدى الله به البشرية جميعا وترك للكل الحرية كاملة للاختيار: "فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"، وأنذر الجميع نارا وقودها الناس والحجارة، وبشرهم بجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين، فيه كل ما تفكر فيه ويفكر فيه جميع البشر "ما فرطنا في الكتاب من شيء" فهل عكفتم معشر الشباب على تلاوة القرآن عقب كل صلاة. إن كنتم تصلون وأحسبكم كذلك، أوصيكم بقرآن الفجر. إن قرآن الفجر كان مشهودا. ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا. فرتلوا أيها الشباب القرآن ترتيلا كما أمرنا الله عز وجل، وإن استطعتم أن تحفظوا منه قدرا فزتم بخيري الدنيا والآخرة. اجعلوا القرآن رفيقكم في كل خطوة وصاحبكم في كل مشوار هو في جيبكم دائماً ورفيقكم في الطريق، أي طريق، حتى تعتادوا تلاوته كلما خلوتم إلى نفوسكم تحركت به ألسنتكم وأحست به جوارحكم فإنه ترياق لكل الجراح والله يقول: "ألا بذكر الله تطمئن القلوب" تطمئن به قلوبكم وتهدأ به نفوسكم وتشعر بالطمأنينة والهدى عند تلاوته. فما بالكم إذا صار عندكم عادة لا تنسى.يابني اشرك معك إخوة لك في التلاوة.. التلاوة الجماعية إنها خير معلم لأمثالك من طلبة العلم. يسمع فيصحح لنفسه ما يخطئ فيه فإذا به عن طريق أذنه وما سمعت قد تعلم دون معلم أين يقف وأين يستمر وعلى أي صورة يكون الوقف، وكيف يكون الادغام والمد والتقصير والغنّة والتجويد وغير ذلك.. ولتكن لك مع إخوة لك مقرأة تشتركون فيها يستفيد الجميع منها فائدة واستفادة.قال صاحبي: هل هناك وصية ترغب في تخصيصها لشبابنا؟قلت: نعم، في وصيتي لهم عند هذا المستوى، أوصيهم أن تكون لهم صفتان:الأولى: أن يتبنوا هذه الخطوة ويجعلوها رسالتهم التي لا يجوز تناسيها.الثانية: المتابعة، أي يظلوا متابعين على استمرارية الضوء حتى لا ينطفئ، وتظل الجذوة في قلوبهم.