18 سبتمبر 2025

تسجيل

فلسطين.. أرض الله المباركة (14)

01 يوليو 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); جاء في (سورة المائدة) على لسان موسى عليه السلام: "يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ"، ويقول علماء التفسير إن المقصود بالأرض المقدسة، أرض فلسطين، والمقصود في هذه الآية الكريمة أن يتم دخولهم في حينه بيسر وسهولة: "ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ"، وهنا بعض دلالات عبارة: الأرض المقدّسة، والأرض المباركة.فلسطين.. بوركت في القرآن الكريم خمس مرّات، وقدّست مرّة واحدة، فمفهوم الأرض المقدسة، أي المطهرة، والتي لا يُعَمَّر فيها ظالم، ولقد تميزت فلسطين على باقي بقاع الأرض بأنها المقدسة والمباركة، فقد جاء في (سورة المائدة) على لسان موسى، عليه السلام: "يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة... "، وجاء في (سورة الأنبياء) في حق إبراهيم، عليه السلام: "ونجيناه ولوطا إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين"، بمعنى أن فلسطين أرض مقدّسة ومبارك فيها للعالمين، أي للبشرية جمعاء.والبركة فيها معنى الثبات والاستقرار، وفيها معنى الاستمرار والملازمة، ومنه سمي المكان الذي هو محبس، أي تجمع الماء.. بركة، وعليه فالبرَكَة هنا كما جاء في قول المفسرين، هي ثبوت الخير الإلهي في الشيء، أو هي الخير المستقر في الشيء اللازم له، وهذا يعني أنّ الخير الإلهي حَلَّ في كينونة فلسطين، وهذا الخير يلازمها في كل العصور، إلى يوم القيامة، وتتجلى بركتها في كونها مقدّسة ومطهّرة من الشّر، ولا يتجذر فيها باطل وظلم مهما طال الزمن.فلسطين بمدنها التاريخية هي أرض الله المباركة المقدسة لجميع الديانات.. أرض الجبارين والعمالقة.. أرض العسل والحليب... أرض التين والزيتون.. أرض المنّ والسلوى. ولا شك في هذا، فان ذكر فلسطين بـ" الأرض المقدسة وأحيانا بالأرض المباركة"، تردد فضلها وقدسيتها وبركتها في الكتب السماوية الثلاثة "التوراة والإنجيل والقرآن الكريم"، كما ورد آنفا، وهي مهبط وقبلة كل رسل وأنبياء الله، فهي بقعة الله المقدسة المباركة في أرضه منذ أن بسطت الأرض ورفعت السماء، ولا تزال ذرية آدم تتنازع عليها إلى يومنا هذا، فمن حكم القدس ساد في الأرض. فلسطين... أرض الله المقدسة المباركة، ليس فقط في آخر الزمان، وأيضا تاريخيا، فلقد قدّر الله لفلسطين أن تنتهي حملات الغزاة الصليبيين والمغول على ثراها المبارك.فلسطين، إذن هي أرض كل الديانات، فهذا إبراهيم وابن عمّه لوط ينجوان من بطش النمرود، ملك بابل، إلى الأرض المباركة فلسطين وتسمى مدينة الخليل باسمه خليل الرحمن، بعد أن أسماه الله خليل الله بدلا من إبراهيم.وهذا موسى ينجو من أكفر الخلق وأعظمهم وهم فراعنة مصر إلى الأرض المقدسة، فلسطين، وهذا عيسى وزكريا، يحيى، إسماعيل، إسحاق ويعقوب ويوسف وداوود وسليمان، ومريم، وغيرهم الكثير، تلتمس آثارهم في هواء ورائحة أرض فلسطين. هذا أقل القليل لذكر فضل وقدسية وبركة وأهمية فلسطين تاريخيا وحديثا، فالسائر في أزقتها وشوارعها وعلى ترابها وأرصفتها وجمال طبيعتها ومناخها، يرى ويلتمس تاريخ البشرية وحاضرها، ويشتم في هوائها العليل رائحة طهر الأنبياء، ونور الملائكة، وعظمة خالق الأرض والسموات جلّ جلاله... وإلى الغد بمشيئة الله.