15 سبتمبر 2025

تسجيل

فضل العلم والعلماء (5-8)

01 يوليو 2015

حرص الصحابة على طلب العلم: كان صحابة النبي صلى الله عليه وسلم يتسابقون على طلب العلم، ويحرصون على ألا يضيع منهم شيء من حديث النبي صلى الله عليه وسلم، فهذا عمر بن الخطاب يقول: كنت أنا وجار لي من الأنصار نتناوب النزول عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، هو ينزل يوماً، وأنا أنزل يوماً، فإذا نزلت جئته بخبر ذلك اليوم، وإذا نزل فعل مثل ذلك. وروي أن معاذ بن جبل، لما حضرته الوفاة قال: انظروا هل أصبحنا؟ فأُتي فقيل: لم تُصْبح، حتى أتي في بعض ذلك، فقيل له: لقد أصبحنا، فقال: أعوذ بالله من ليلة صباحها إلى النار، ثم قال: مرحباً بالموت: زائرٌ مُغَيَّب، وحبيبٌ جاء على فاقةٍ، اللهم إني كنت أخافك وأنا اليوم أرجوك، اللهم إنك تعلم أني لم أكن أحبُّ الدنيا وطول البقاء فيها لكري الأنهار ولا لغرس الأشجار ولكن لطول ظمأ الهواجر، وقيام ليل الشتاء، ومكابدة الساعات، ومزاحمة العلماء بالرُّكَب عند حِلَقِ الذكر. النساء يحرصن على طلب العلم: -كان النساء في عهد النبي صلى الله عليه وسلم يحرصن على طلب العلم، خاصة نساء الأنصار، لم يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين، وكان النساء يطلبن من النبي صلى الله عليه وسلم أن يجعل لهن يوماً يعلمهن فيه، وقد استجاب النبي صلى الله عليه وسلم لطلبهن، وجعل لهن يوماً يعظهن فيه. فعن أبي سعيد الخدري قال: جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، ذهب الرجال بحديثك، فاجعل لنا من نفسك يوماً نأتيك فيه تعلمنا مما علمك الله. قال: (اجتمعن يوم كذا وكذا في مكان كذا وكذا)، فاجتمعن فأتاهن رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلمهن مما علمه الله ثم قال: (ما منكن امرأة تقدم بين يديها من ولدها ثلاثة إلا كان لها حجاباً من النار) فقالت امرأة منهن: يا رسول الله، اثنتين؟ قال: فأعادتها مرتين. ثم قال: (واثنتين واثنتين واثنتين). وعن عائشة رضي الله عنها قالت: نِعْمَ النساء نساء الأنصار لم يكن يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدِّينِ. العمل بالعلم: جاءت أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم تحث على العمل بالعلم، منها ما جاء عن أبي برزة الأسلمي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن عمره فيم أفناه؟ وعن علمه فيم فعل؟ وعن ماله من أين اكتسبه؟ وفيم أنفقه؟ وعن جسمه فيم أبلاه؟). وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تَعَلَّمُوا العلم لتباهوا به العلماء، ولا لتماروا به السفهاء ولا تَخَيَّرُوا به المجالس، فمن فعل ذلك فالنار النار). وقل رب زدني علماً:جاءت أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم يدعو فيها ربه سبحانه بزيادة العلم، منها ما جاء عن أبي هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (اللهم انفعني بما علمتني، وعلمني ما ينفعني، وزدني علماً، والحمد لله على كل حال). وعن أبي هريرة قال: كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: (اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن دعاء لا يُسْمعُ، ومن قلب لا يَخْشَعُ، ومن نفس لا تشبع).