12 سبتمبر 2025

تسجيل

الإرهاب قضية العصر والحل في تكتل دولي لحماية الإنسانية بعيدا عن قوة السلاح

01 يوليو 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); ظلت قضية الإرهاب تتصدر المشهد السياسي على مستوى العالم منذ سنوات، وعلى الرغم من ارتفاع وتيرة الأعمال الارهابية من فترة الى اخرى، الا أن القاسم المشترك لردود الفعل الدولية لم يتعد ادانة السلوك والمطالبة بمحاصرة الجماعات الارهابية وتجفيف مصادرها التي تستمد منها المال والعتاد والدعم اللوجستي، لكن تلك الدعوات لم تحقق مقاصدها لأن العمليات الارهابية نفسها لا تعتمد على رؤوس أموال طائلة ولا تمويلات كثيرة ولا جيوش كبيرة أو عتاد عسكري ولوجستي قوي، بل في واقع الامر ان العمليات الارهابية مهما بلغت خسائرها هي في الواقع محدودة العدة والعتاد لكنها خطيرة وموجعة بلا شك.وخلال هذه الفترة تمر المنطقة بعدد من التفجيرات الارهابية التي تسيء للمعتقدات الدينية حيث مع الأسف الشديد لايقوم بها سوى افراد وجماعات تنتمي وتطلق على نفسها مايسمى "جماعات اسلامية" والاسلام منها براء. وقد ارتبط شيوع هذه الظاهرة بتطور الأحداث الجارية في الساحة السياسية وتعمقها، حتى أضحى مفهوم (الإرهاب) مرتبطا بالمزاج العام للدول.وقد تابعنا خلال الايام الماضية التفجير الارهابي الذي حدث في مسجد بدولة الكويت الشقيقة وقت صلاة الجمعة وخلال شهر رمضان الفضيل، وما اسفر عنه من ضحايا، حيث قدرت وزارة الصحة الكويتية عدد القتلى بـ 27 واصابة 227 آخرين، كما حدث تفجير آخر في نفس اليوم بمدينة سوسة التونسية وأسفر عن مقتل 38 شخصا واصابة 36، وقد تبنت التفجيرات مايسمى بالدولة الاسلامية "داعش".وقد اختلفت التفسيرات والدوافع التي أدت إلى تنامي ظاهرة الإرهاب بين من يؤكد ان حالات التنافس والصراع بين الدول قد ساعدت في تغذية ونمو ظاهرة الإرهاب، وبين من يقول ان الإرهاب ظاهرة طبيعية يمكن ان تظهر في أي مجتمع وتكون مرتبطة بعوامل مختلفة منها البيئة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية والايديولوجية.ومن الملاحظ ان هذه الظاهرة لم تجد تفسيرا متفقا عليه من جميع الدول حيث اختلفت فيما بينها في اطلاق المسمى الناجع لهذه الظاهرة المقيتة.ولو رجعنا الى بيئة هذه الظاهرة او المكان التي تكثر شيوعا فيه لتجدها في المجتمعات الفقيرة والبسيطة على الاغلب والتي تفتقر لأبسط مقومات الحياة. لذا فالواجب ان تحارب هذه الآفة من خلال دراسة شاملة للاسباب التي ادت الى انتشارها في مجتمع الشباب بشكل خاص والمجتمعات الاخرى بشكل عام ومحاولة ايجاد الحلول التي تقضي عليها.وكان سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني امير البلاد المفدى حفظه الله ورعاه قد اشار الى هذه الظاهرة منذ البدايات وقبل ان تتفشى وتشكل افكارا واهدافا اخرى حيث دعا سموه الكريم في كلمته امام الجمعية العامة للامم المتحدة عام 2014 الى عدم تخيير الشعوب بين الارهاب والاستبداد مطالبا مجلس الامن الدولي بالابتعاد عن سياسة الانتقائية، واعتبر سموه ان الارهاب يسيء للدين بتفسيرات تكفيرية مشددا على ان المجتمع العربي هو الاكثر ضررا منه وقال انه لكي تقف المجتمعات ضده يجب الا يمارس التمييز والحرمان ضدها.وقد كرر سموه ذلك خلال القمة العربية في شرم الشيخ مارس الماضي بأن ظاهرة الارهاب لايمكن فصلها عن عوامل عديدة تراكمت على مدى العقود الماضية كيأس الخاسرين من عمليات التحديث دون تنمية واليأس من امكانيات التغيير السلمي مع سد الدولة الامنية احتمالات الاصلاح وسياسات الاقصاء الطائفي والتهميش الاجتماعي وغيرها.ومن هنا يتضح ان ظاهرة الارهاب ليست وليدة الصدفة او الوقت وإنما هي نتاج لحياة افراد وجماعات تربت على افكار مخالفة لمجتمعنا الاسلامي الحنيف وفقا لمعطيات اقتصادية واجتماعية مجحفة وجدت الطريق اليهم بكل سهولة ويسر.إن الحلول الجذرية لقضية الارهاب لابد ان تكون شاملة ومتكاملة وتشترك فيها الدول بمفهومها العميق والمنظمات والهيئات الدولية والاقليمية والمؤسسات الخيرية، كما أن الحل يجب ان يستوحي أدواته من رؤية سمو الامير المفدى حين قدم رؤية عميقة لهذه الظاهرة قبل أن تستفحل ودعا الى معالجة جذور الارهاب وليس ظواهره، حيث يتطلب ذلك سياسات اصلاحية على المستوى الدولي ضمن العدالة الاجتماعية واحترام الشعوب وخياراتها، وللحل بعد اقتصادي في محاربة الفقر بالوصول الى مواقعه الاساسية من خلال جهد دولي منظم، ويجب ان يستلهم الحل خططا ورؤى ثقافية واجتماعية تعظم قيمة الاستقرار والسلام العالمي، وللإعلام مسؤولية دولية أساسية وكبيرة في محاصرة خطاب الكراهية والعنصرية، حينها سنجد عالما غير عالم اليوم ومجتمعات تعشق الحياة وتحارب من اجلها وتكره الموت.