30 أكتوبر 2025
تسجيلالصحابة الكرام كانوا حريصين على قيام ليالي رمضان بالصلاة وقراءة القرآن ، كل احد يجتهد بحسب طاقته ، وذلك قبل ان يعرف المسلمون صلاة التراويح .. وكان النبي الكريم صلى الله عليه وسلم يصلي ما شاء الله له أن يصلي .. في ليلة من ليالي رمضان ، صلى النبي الكريم صلى الله عليه وسلم في المسجد ، فصلى بصلاته ناس من أصحابه ثلاث ليال ، فلما كانت الليلة الرابعة عجز المسجد عن أهله - دليل على كثرة المصلين - فلم يخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فلما أصبح قال عليه الصلاة والسلام :" قد رأيتُ الذي صنعتم ولم يمنعني من الخروج إليكم إلا أني خشيت أن تفرض عليكم " . الأمر نفسه تجدد مرة أخرى في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، حيث دخل ذات ليلة من ليالي رمضان المسجد ، فإذا الناس أوزاع متفرقون ، يصلي الرجل لنفسه ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرّهط وهكذا .. فقال عمر رضي الله عنه :" والله إني لأرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد لكن أمثل ".. ثم عزم فجمعهم على أبي بن كعب ، فلما جاء في ليلة أخرى ، وجدهم يصلون بصلاة قارئهم ، فقال: نعمت البدعة هذه . بدعة التراويح إذن ، كما وصفها سيدنا الفاروق عمر ، هي من مظاهر الشهر الجميلة التي يحرص كثيرون على أدائها ، وأستغرب ممن يتكاسل عنها ، فإنها وقراءة القرآن والإكثار من الصدقات ، أبرز ما تجعل المسلم يشعر أنه في وقت وشهر مميز يختلف عن بقية الشهور ، التي ربما تمر أيام وأيام دون أن يقرأ أحدنا صفحة من القرآن أو يتصدق بدراهم معدودة ، فضلاً عن أداء بعض الصلوات في جماعة .. وكما التجارة فرص ومطلوب استثمارها ، فكذلك رمضان ، فرصة استثمارية عظيمة الشأن ، والخاسر دون شك من ينصرف عنها ولا يحاول اقتناصها واستثمارها .. والأمر بأيدينا وفي الوقت متسع ..