14 سبتمبر 2025

تسجيل

العبرانيون.. ليسوا جنسا وعرقا واحدا

01 يوليو 2014

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); تذكر مصادر تاريخية أن قسماً من العبرانيين (العبيرو) قد دخلوا إلى أرض كنعان "فلسطين" مع سيدنا إبراهيم سنة 1900 قبل الميلاد وبقوا فيها، وأطلق الكنعانيون على إبراهيم اسم "إبرام، أبراهام، يبرام"، وقسماً ارتحل إلى مصر مع غزو الهكسوس لها 1700 قبل الميلاد، وقسماً كبيراً رحل مع سيدنا موسى سنة 1300 قبل الميلاد، وجماعة يشوع بن نون الذين هاجموا أريحا سنة 1260 قبل الميلاد بما فيها غزو فلسطين بالعنف والهمجية والشراسة التي اتصفت بها سائر غزوات العبرانيين، هم أيضا من (العبيرو، أي العبرانيين، العبريين).وفي أصل المصطلح اللغوي، ترادف مصطلح (عبراني، عبيرو أوخيبرو، وهيبرو) وتطابقهم في المعنى كما نسمعها من اليهود (السفارديم)، أي الشرقيين، لا يثير أي اعتراض لغوي، ولا يمكن الاعتراف بهم كجماعة تنسب إلى عرق أو جنس واحد لأنه ليس لهم أسماء خاصة تدلّ عليهم، ولا يحترفون مهنة محددة، فقد كانوا، كما جاء في كتابات العديد من المؤرخين، يكونون جنوداً محترفين "مرتزقة"، وأحياناً عمالاً عاديين، أو عبيداً مستخدمين، والصفة الوحيدة المشتركة بينهم أنهم أجانب وأغراب، وأن أنسب ما يمكن أن ينطبق عليهم من التفاسير أنهم جماعات مغامرة "عصابات وأشقياء"، أو خارجين عن العرف المجتمعي يسعون وراء الكسب، وغزاة للمدن غير المحصّنة، ويتجنّدون لدى جيوش القبائل والأقوام القوية "مرتزقة"، وأنهم في أيام السلم يبيعون خدماتهم كعمال وعبيد لمثل هذه المجتمعات، أي أنهم طبقة في تركيبة المجتمع دون مكانة كبيرة، وهذا ما دعا الكثير من المؤرخين إلى الاعتقاد بعدم وجود روابط قومية تجمعهم، واعتباره تعبيرا اجتماعيا يشير إلى طبقة من الناس جمعتهم المصلحة الاقتصادية ومغامرات الغزو، كما ظهر الاسم في رسالة من ملك "القدس" عبد خيبا إلى الفرعون أخناتون ملك مصر القديمة، جاء فيها:"أن الخابيرو يدمّرون كل بلاد الملك"، وكانت هذه الجماعات تثير الرعب والفزع في بلاد كنعان والدول المجاورة، وورد ذكرهم في تاريخ مصر القديمة، كما وصفهم الباحث الأمريكي وليام أولبرايت. وطبقا لهذا التعريف أو المفهوم، وليس الصفة، يعتبر الأنبياء إبراهيم وولديه إسماعيل وإسحاق وحفيده يعقوب، وأبناء الأخير الاثني عشر، ومنهم سيدنا يوسف الصدّيق، وأبناء إسماعيل "عبرانيون أو عبريّون"، أو اكتسبوا هذه الصفة في أرض كنعان، وهو ما يزعم الإسرائيليون الحاليون أو اليهود الصهاينة الانتساب إليهم، ليصلوا بذلك في زعمهم إلى نبي الله إبراهيم الخليل عليه السلام، وينسبوا سلالتهم إليه وإلى سلالته من الأسباط.وتشير كتب السير النبوية والمراجع الدينية ومنها الإسلامية، إلى أن سيدنا إبراهيم رزق بولدين، إسماعيل وإسحق أو يتسحاق، يتسحاك، كما تلفظ بالعبرية، وهم من الأنبياء الصالحين، ورحل النبي إبراهيم إلى مصر بتوجيه إلهي لنشر شريعة التوحيد، ثم انتقل مع ولده إسماعيل وزوجته هاجر إلى أرض الحجاز في جزيرة العرب، حيث كبر إسماعيل وتزوّج ورزق اثني عشر ولداً تنتسب إليهم معظم قبائل العرب، أما اسحق وأمّه سارّة، فقد بقوا في أرض كنعان "فلسطين"، حيث توفي سيدنا إبراهيم عن عمر يناهز 175عاما، وكان قد امتلك بالنقود من فلسطينيين قطعة أرض في مكان أطلق عليه العبريون (حبرون،هيبرون)، وعند العرب المسلمين (الخليل، ومعناها الصديق)، لتكون قبرا له ليدفن فيها، وغير ذلك لم يمتلك شبرًا من أرض فلسطين، حتى إن زوجه سارَّة طلبت من أهل البلاد قبرًا تُدفَن فيه عندما تموت، فدفنت إلى جانب زوجها في المكان الذي يطلق عليه الحرم الإبراهيمي الشريف.وجاء في سفر التكوين، الجزء الحادي عشر:"... وقال لها ملاك الرب ها أنت حبلى فتلدين ولدا، وتدعين اسمه إسماعيل لأن الرب قد سمع لمذلتك"، و(إسماع) هي من كلمة (سمع. يسمع. سمعا) العربية، وكلمة (إيل) تعني (الله)، ومن اجتماع الكلمتين تألف اسم بالعربية "سمع الله، أو سميع الله"، وفي سفر ذاته الجزء 24-26 عندما ولدت امرأة إسحق ابنيها يعقوب وعيسو نقرأ ما يلي: "فلما كملت أيامها لتلد إذا في بطنها توأمان فخرج الأول أحمر كله كفروة شعر فدعوا اسمه عيسو، وبعد ذلك خرج أخوه ويده قابضة بعقب عيسو فدعي اسمه يعقوب"، وكلمة يعقوب أصلها من الكلمة العربية (عقب. يعقب. تعقيبا)... (يتبع)