18 سبتمبر 2025

تسجيل

هولندا.. التى لا تقهر!!

01 يوليو 2014

ازداد يقيني بأن منتخب هولندا هو أقوى المرشحين للفوز بكأس العالم.. بعد الفوز الغالى جدا الذى انتزعه بشق الأنفس، وفى الوقت القاتل من منتخب المكسيك العنيد والخطير2 /1.. وهو فوز كان أشبه بالمستحيل، لأن المنتخب المكسيكي "المحترم" ظل متقدما بهدف الخطير دوس سانتوس حتى الدقيقة 88!! لقد تغلب الطواحين على ظروف غاية فى الصعوبة.. بداية من الخروج المبكر لقلب الفريق النابض وصانع ألعابه دى يونج، بعد دقائق قليلة جداً من البداية.. ومروراً بالحر الشديد والرطوبة المرتفعة فى فورتاليزا، وانتهاء بالهدف المبكر الذي خطفه دوس سانتوس فى بداية الشوط الثاني والدفاع المنظم للمنافس، فى نصف ملعبه.. يرجع الفضل فى تأهل الطواحين إلى المدرب القدير لويس فان جال الذى وضح أنه مصمم على انتزاع لقب المونديال هذه المرة، بعد أن ضاع فى ثلاث نسخ من قبل، في أعوام 1974 بألمانيا و1978 بالمكسيك و2010 بجنوب إفريقيا.. استطاع فان جال أن يتعامل مع الظروف ومع المنافسين بطريقة ذكية وعملية.. وانتهج الواقعية أسلوباً دائماً، برغم إيمانه بقدرات لاعبيه؛ فى مقدمتهم الصاروخ روبين الذى فعل معه المكسيكيون كل شيء لإيقاف سرعته والحد من خطورته، لكنهم فشلوا فى الأوقات الحاسمة للمباراة.. لم يتهور فان جال ويهاجم المكسيكيين من البداية.. لأنه كان يدرك أن مثل هذا التصرف يكلف الفريق استمراريته فى المباراة بنفس القوة أمام فريق متعود على الظروف المناخية؛ من حرارة ورطوبة.. كما أنه استطاع تعويض الخروج المبكر لنجم الوسط دى يونج بإجراء تبديل ذكي من خارج الملعب وداخله، بإشراك البديل إيندى ليلعب بجوار دى فراى فى قلب الدفاع، ويعطى تعليماته لقلب الدفاع بليند للتقدم للوسط، للقيام بمهام دى يونج، ونجح إلى حد بعيد برغم تفوق خط وسط المكسيك معظم فترات الشوط الأول، وبعض فترات الشوط الثانى.أيضا نجح فان جال في تبديلاته، كالعادة، بإشراك البديل الناجح دائماً ممفيس ديباي، بدلاً من بول فيرهايج فى الدقيقة 56 ثم التبديل السحرى بإشراك كلاس فان هونتيلار بدلاً من فان بيرسى المرهق.. وهذان التبديلان بالفعل قلبا الأمور رأساً على عقب، وتحرر روبن وانفتحت الثغرات فى الدفاع المكسيكي، وضاعت عليه الفرص تباعاً.. تسبب روبن فى ضربة الجزاء التى جاء منها هدف الفوز.. وقبلها أضاع هدفاً مؤكداً من انفراد كامل بالحارس القدير أوتشوا.. وساعد المدرب المكسيكي ميجيل هيريرا غير الموفق في هزيمة فريقه، بإخراج الدينامو الخطير دوس سانتوس ليريح الدفاع الهولندي، ويخفف عنه الضغط.. وهو خطأ استراتيجي قاتل من مدرب اعتبرناه أحد أكفأ المدربين فى المونديال!!عموماً استحق البرتقالي هذا الفوز، وتذكرة التأهل، مع كامل تقديرنا للمنتخب المكسيكي غير المحظوظ، الذى أوقعته القرعة أمام أحد أقوى المرشحين للفوز بالمونديال، إن لم يكن أقواهم جميعاً.