11 سبتمبر 2025
تسجيلثلاثون سنة من نهب مصر، وسرقة مواردها، وإضعافها بالديون، ثلاثون سنة من الفساد والإفساد، ثلاثون سنة ازداد فيها الفقراء فقراً بينما اثنتان وثلاثون عائلة فقط تمتلك الاقتصاد المصري كله بكل رخائه ونعيمه وبذخه! تركة مثقلة بالأوجاع تركها المخلوع على كتف (د. مرسي) لينوء بحملها الفادح ولتتطور الأمور لنصل إلى يوم عصيب كالذي نحن فيه الآن! ورغم الثلاثين عاماً العجاف بكل نهبها للشعب المغلوب، ألم يسأل المحترمون أنفسهم أي (سوبرمان) يستطيع حل مشاكل مصر في سنة كما يطالبون مرسي وينقلبون عليه؟ ولا حتى فانوس علاء الدين يستطيع بمارده الأسطورة أن يبني ما هُدم في ثلاثين عاماً أو يعمر التركة (الخرابة) بعد ما جرفها المخلوع واستنزف عافيتها وخيرها وكان عادلاً حقاً فلم يستأثر بما في خزانة مصر (الحق ينقال) نشهد أنه وزع مليارات مصر على الأولاد، والمدام، والأقارب، والصحاب، والنسايب، وكدابين الزفة، والمسبحين بحمد رجل السلطة صاحب الضربة الجوية الأولى والتي يقسم البعض بأنها لا ضربة أولى ولا أخيرة كله اختلاق مواقف، المهم طالبوا الرئيس مرسي بما لم يأت به الأولون بل زادوا بتضييق الخناق عليه بافتعال الأزمات، والوقفات وحرق المنشآت، وبث سياسة الترويع لتخويف الناس، يقود كل هذا بلطجية الإعلام المعروفون! أما الأزمات التي تمس عصب الحياة فحدث ولا حرج، أول ما يطالعك وقد تركت مطار القاهرة طوابير لا تنتهي في انتظار شحنة البنزين ولو لم أر بعيني واسمع بأذنيّ لصدقت أبواق الإعلام الظالم، غير معقول أن تكون أكثر من بنزينة حول بيتك بمدينة نصر مثلاً ولا تجد لتراً واحداً لتحرك به سيارتك، سألت لماذا كل هذا الزحام وكان الرد الصاعق أن كل (شيش البترول) في المحيط امتنعت عن استلام حصتها وطبعاً الجماعة أصحاب (الشيش) من الفلول إلا واحدة خاف صاحبها الله فقبل الشحنة لتيسير الحال! طيب لماذا تمتنع المحطات عن استلام حصتها من البترول؟ الجواب ببساطة لتزيد من أزمة الناس، وتربك الشارع، وتعطل المصالح، وتضرب صبر الناس في قلبه، وتشعل نفوس البشر بالحنق، والكره، بل وتدفعهم إلى الاشتباك الدامي بالسلاح الأبيض وبالأعيرة النارية في خناقات لا تنتهي حتى أصيب سائق بطلق ناري بالقدم في مشاجرة مع أحد العاملين بمحطة وقود بمدينة نصر، طبعاً كل هذا في ظل غياب أمني تام و(مقصود) إذن أمر عادي أن يقف آلاف المحتجين على مرسي مع الفلول، فهؤلاء هم الفئة المظلومة المهضومة التي ذاقت الأمرين من وقف الحال، والتعطيل، ولف الكرة الأرضية من أجل البنزين، غير عارفين أن الفلول، وكارهي مصر من أبنائها الفاسدين والحرامية وأذناب النظام المخلوع والإعلام المجرم هم وحدهم وراء كل هذه المشاكل، خاصة بعد مهرجان البراءة للجميع الذي خرج فيه من السجون من تفرغ لضرب مصر وأمنها بفلوس الشعب المنهوبة، لقد نجحوا فعلاً مع الإعلام (القابض) بلاوي في افتراس وعي الناس، وتدجينهم ضد الرئيس، مستغلين حالة الإعياء، والتعب، والاكتئاب التي أصابت الناس من كثرة الغم، لقد أفسدوا الحياة بسمومهم، اللهم خذهم أخذ عزيز مقتدر وقدر لمصر الخير، واحفظها من كيدهم. * * * طبقات فوق الهمس * أليست مهزلة أن ينضم الثوار إلى عكاشة وأذياله، وأليست مهزلة أن يتعانق الفلول مع الثوار وجبهة إغراق مصر ليتصدروا المشهد السياسي، أليست مهزلة المهازل أن يرحبوا جميعا بصور مبارك لترفرف في التحرير بعدما شتمه بعضهم ونعته بأقبح النعوت؟ وأليست مصيبة أن نعجز عن التفريق بين الأمين الصادق الوطني وبين المتآمر الكذاب الفاسد؟ * الفُجر في الخصومة السياسية وخيانة الوطن دفع الكارهين حتى لأنفسهم لاستثمار حالة الارتباك السياسي والاقتصادي لدفع مصر إلى الهاوية، فحلمهم الوحيد عودة النظام الدكتاتوري للمخلوع الذي لا يستحق إلا التعليق على باب زويله. معذورون، منابع السرقة جففت، والسبوبة انتهت، وشفط الملايين خلاص انتهى، والمليارات المسروقة لن تتاح فرصة أخرى لهبش مثلها (صحيح معذورين لو حرقوا البلد)! * الآن والاحتقان سيد اللحظة لا يهم أبدا لمن ستكون الغلبة المهم مصر فهي الأغلى، المهم دم شباب مصر فهم الأغلى من الصراع، ومن الكرسي، ومن المؤامرة لشد مصر كي تكون نسخة مما يحدث في سوريا والناس تضرب في بعضها البعض، مصر فوق الجميع وللدماء حرمة غائبة للأسف الشديد. * عشرات الثوار طردوا من التحرير عندما احتجوا على رفع صور مبارك في الميدان الذي قتل فيه (أبوعلاء) إخوانهم من أجل احتفاظه بالكرسي، من يتابع شهادات الشباب يشيب! * يقولون دائماً ضروري محاربة الفساد، وأقول الأكثر ضرورة محاربة الإعلام الفاسد لأنه أبو كل المفاسد، ومن يقلب المحطات يرى المرتزقة والفاسدين من إعلاميات وإعلاميين كل همهم (المرتب) وإن احترقت مصر، ولن تحرقوا مصر أحرق الله قلوبكم. * خليط من فلول نظام مبارك، والبلطجية، والإعلاميين المأجورين ببرامجهم المسمومة، والمضطرين الموجوعين بالبطالة الذين ضللهم المضللون، كل هذا الخليط موجود في التحرير تحت عنوان ثوار! آه كلهم ثوار ووطنيين! وممكن يحلفوا! * ككل مصرية أشعر بالخجل والألم لما وصل إليه حالنا إذ الانفلات لم يعد أمنياً فقط، الانفلات أصبح على كل الصعد وأهمها الانفلات الأخلاقي الذي يوفر له المنفلتون الكبار التغطية الشاملة بوقاحة نادرة! * سمعت في شطك الجميل.. ما قالت الريح للنخيل، يُسبح الطيرُ أم يُغني.. ويشرح الحب للخميل.. وأغصن تلك أم صبايا شربن من خمره الأصيل. * كيف حالك وانت تستمع لأنات مصر الموجوعة وليل مصر الحزين يحيطك بكل الأسى والخوف من الآتي بينما النغم يسري؟