17 سبتمبر 2025

تسجيل

مع القسطنطينية

01 يونيو 2020

اسم كبير في دولة كبيرة ذات حضارة وتاريخ ونهضة وعطاء متواصل لشعبها وأمتها وللبشرية جمعاء، مدينة ملأ اسمها الدنيا ولا يُنسى أبداً، وما زالت إلى أن يرث الله الأرض وما عليها، حتى لو جاء تاريخ ذكرى الفتح ومضى من كل عام وهو 29 من شهر مايو للعام 1453 من الميلاد، على يد القائد السلطان محمد الفاتح رحمه الله، والتي استعصت من قبل عبر التاريخ الممتد على القادة، سيبقى اسمها في الذاكرة ومعالم الفتح المبين ظاهراً للعامة والخاصة، وللقريب والبعيد، فصُنَّاع الحياة في الأمة معالمهم لا تندثر ولا تُمحى، هكذا أراد الله تعالى سبحانه. وهنا من حق أي دولة ان تحتفل وتحتفي بأيامها، وليس لأحد حق الاعتراض أو التدخل كائناً من كان، والدولة التركية هي كباقي الدول والشعوب لها الحق في الاحتفاء وتذكير شعبها والأمة بانتصاراتها التاريخية وبأعلامها وقادتها وبأيامها والتي مازالت خالدة وبالطريقة التي تراها هي وليس ما يريده الآخرون، نعم يا تركيا الحضارة والتاريخ احتفلي وذكَري البشرية بهذا الفتح الخالد وبالبشارة النبوية من رسول الله الرحمة للعالمين صلى الله عليه وسلم، وما هذا الفتح إلاّ رحمة وخير للإنسانية لمن يدرك هذا المعنى الكبير من هذا الفتح. وبالأمس القريب احتفلت الجمهورية التركية قيادة وشعباً وأمة بيوم الفتح العظيم فتح القسطنطينية (إسطنبول)، وما أجملها من مدينة. ورحم الله معلم الفاتح الشيخ آق شمس الدين رحمهما الله والذي كان أول من أوقد فيه الحماس لفتح القسطنطينية منذ صغره، وحتى كبر وهو يسعى لتحقيق هذا الحلم الكبير من شيخ ومعلم كبير. وقد كان الشيخ آق شمس الدين حازماً وواضحاً مع السلطان محمد رحمهما الله، حتى بعد أن تولى الخلافة، فقد قال السلطان لأحد وزرائه يوماً "إنَّ احترامي لهذا الشيخ يأخذ بمجامع نفسي وأنا ماثل في حضرته مضطربًا ويداي ترتعشان!". هكذا الكبار يحيون في أمتنا ويصنعون الكبار وهذا خير مثال. فدروس فتح القسطنطينية لا تنتهي. فمعالم ذلك الفتح وآثاره ماثلة أمام كل من يقرأ وقائع وأحداث تاريخ أمتنا، ليس للنوم والتسلية، وإنما لإعادة صياغة الحياة من جديد كما أرادها الله سبحانه. "ومضة" ومن وصايا القائد الفاتح رحمه الله لابنه "ولا تصرف أموال الدولة في ترف أو لهو، أو أكثر من قدر اللزوم، فإن ذلك من أعظم أسباب الهلاك". وكأننا عندما نتأمل ونتدبر هذه الكلمات من هذا القائد رحمه الله، نراها واقعاً في أمتنا وعموم البشرية، ولا يمكن لأحد أن يغطي هذا الواقع أو يخفيه تحت أي مسمى. ألا من بصيرة وراشد، واسترشاد بقيمة ما يقوله صُنّاع الخير والمجد والعزة بالأمس!.