14 سبتمبر 2025
تسجيلمن أبرز أعلام الحركة الرياضية في قطر شغل منصب رئيس نادي الغرافة عام 1979 وحقق له إنجازات كبرى عرف بطيب أخلاقه وكرمه الحاتمي ويشهد بذلك كل من عاصره عرفت الساحة القطرية عبر عقودها الماضية الكثير من أبناء الوطن الذين سطروا أجمل الذكريات والإبداعات بجانب الخدمات الجليلة التي قدموها من أجل قطر العزة والكرامة والشموخ بكل إخلاص.. فكانوا أشداء على النوائب لا يخافون في الله لومة لائم.. أنقياء السريرة.. لا يترددون في تقديم العون للقريب والبعيد.. وساهموا في الارتقاء بالمجالات المتعددة، سواء كانت الاجتماعية أو السياسية أو الرياضية أو التعليمية أو الأدبية أو الثقافية أو الاقتصادية.. وغيرها. وكان وما زال عطاء هذه الرموز التي نفخر بها ينبض بالحيوية ويقدم كل غالٍ ونفيس وفاء لهذه الأرض المباركة التي ولدوا عليها، فكان من أسمى واجباتهم الإخلاص لها في السراء والضراء مهما كانت التحديات والصعاب. مسيرة عطاء من هؤلاء الرجال الذين نتذكرهم اليوم بعد رحيلهم بالأمس القريب الشيخ خليفة بن فهد آل ثاني الذي غادرنا إلى الدار الآخرة بعد مشوار طويل مع البناء والانتماء لبيئته القطرية التي نشأ وترعرع فيها بمنطقة "الغرافة".. فهو أحد الرموز الرياضية التي تبوأت منصب رئيس نادي الغرافة الرياضي بمنطقة الغرافة.. حيث ساهم الفقيد في فترة وجوده في تحقيق الكثير من الإنجازات الرياضية، ومنها تتويج نادي الغرافة لكرة القدم ببعض الدروع والكؤوس التي ما زال يتذكرها كل من عاش عهده في تلك الأيام الجميلة من زمن العطاء. رئاسته لنادي الغرافة يذكر التاريخ أن الشيخ خليفة بن فهد قد تولى أول رئاسة لمجلس إدارة نادي الغرافة الرياضي منذ نشأته عام 1979 م.. وقد كان لكل مجلس إدارة بصمته التي تركها وسجلت في تاريخ النادي.. حيث كان شهر سبتمبر من عام 1979 م على موعد مع أول مجلس لإدارة النادي والذي استمر حتى مايو من عام 1982 م، عندما ترأسه الشيخ خليفة بن فهد آل ثاني، بينما كان السيد سعد بن محمد الرميحي نائباً له، في حين كان السيد محمد سالم البريكان المري أميناً للسر العام مع وجود ستة من أعضاء مجلس الإدارة وهم: الشيخ حمد بن أحمد آل ثاني.. والسادة جمال محمد سيف النعيمي وجاسم فهد الفيحاني وصالح سالم المري وشخبوط حسين المري وسعيد سالم المري. طيبته وأخلاقه الرفيعة وعرف عن الشيخ خليفة كرمه الحاتمي وطيب أخلاقه ورفعتها ووقوفه مع أبناء منطقة الغرافة طوال مشوار حياته ومساندتهم وتشجيعهم في مجال الرياضة وغير الرياضة، حيث كان في خدمة الجميع دون استثناء.. وبعد إصابته بمرض عضال ألم به قبل سنوات كان الفقيد الراحل صابراً محتسباً ومؤمناً بقضاء الله وقدره الذي كتب عليه.. وهذه الصفة قد لا يتميز بها الكثير من المرضى أثناء تلقي العلاج.. وما أجمل أن تكون نهاية هذا الرجل الشجاع بهذه الصورة البطولية التي لا تعرف اليأس أو القنوط من رحمة الله.. ولكن لله ما أعطى ولله ما أخذ. في الختام: عزاؤنا إلى أشقاء الفقيد وأبنائه وأفراد الأسرة الحاكمة وكل من بكى عليه أو تأثر بفراقه سواء كان من أهل قطر أو ممن يقيم على أرض قطر في الداخل والخارج.. وما زلت أتذكر تشريفه – رحمه الله - لي في حفل زواجي عام 1989 م بدعوة من والدي - أطال الله في عمره – حيث أرسل الدعوة للشيخ خليفة مع شيوخ أهل الغرافة الكرام الذين لا يدعون مناسبة فرح لأهل قطر إلا ويكونون أول الحضور للتهنئة في مثل هذه المواقف الاجتماعية التاريخية التي عرفوا بها من خلال أخلاقهم الطيبة وما جبلوا عليه من وفاء منذ عهد مؤسس الدولة وحاكم قطر الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني طيب الله ثراه المتوفى سنة 1913 م. كلمة أخيرة: الحديث عن رموز قطر التي خلدت أسماءها في ذاكرة الوطن ما تزال قائمته طويلة.. ولو تحدثنا عنها فإننا لن نتوقف.. رحم الله الشيخ خليفة بن فهد بن محمد آل ثاني الذي رحل عن عمر ناهز (64) سنة.. وأسكنه فسيح جناته.. ورزقه الفردوس الأعلى.. وإنا لله وإنا إليه راجعون. [email protected]