16 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); سوء الظن بين الأصدقاء، أحيانا كثيرة نتغير على أصدقائنا دون أسباب واضحة ومعروفة وبعد أن نبحث عن الأسباب نجدها بسبب سوء الظنون والأفكار التي اختلقناها فصدقناها فأصبحت حقيقة وصرنا من وراءها نتبع سلوكاً وأسلوباً معينا في التعامل بدون شعور، وتسوء العلاقات بيننا ونخسر الكثير.فالصديق بشر، يخطئ ويصيب، وقد يمر بحالات لا يستطيع الإفصاح عما بداخله سواء لك أو لغيرك، ولعله سوف يذكر أسباب تغيره في وقت لاحق، فارفق به والتمس له سبعين عذراً كلما حصل منه ما يشوه علاقتكما النقية!في هذا الصدد أعجبتنى قصة من قصص شيم العرب في التعامل مع الصديق وبيان معدن الإنسان بعد تغير الظروف والأحوال، فأحببت أن أنقلها لكم و تقول:"انه كان فيما مضى شابٌ ثري ثراء عظيماً، والده يعمل بتجارة الجواهر والأحجار الكريمة، وكان كريما مع أصدقائه وهم يجلونه ويحترمونه، مرت الأيام، وتغيرت الأحوال، فيموت والد ذلك الشاب وتفتقر الأسرة افتقاراً شديداً!فذهب الشاب يبحث عن أصدقاء الماضي، فتذكر صديقاً كان أعزهم وأقربهم إليه مودة، وعلم أن قد أصبح من الأثرياء!فتوجه إليه آملا أن يجد عنده عملاً أو سبيلا لإصلاح الأحوال، قابله حرس القصر وأخبرهم بعلاقته الوطيدة مع صاحب القصر وصداقة المتينة، فأخبروا صديقه بذلك فنظر إليه من خلف الستار، فرأى شخصاً رث الثياب عليه آثار الفقر والفاقة، فقال للحرس: قولوا له ان صاحب القصر لا يمكنه استقبال أحد الآن!فخرج الرجل والدهشة تعلوه من تصرف صديقه، متألماً على الصداقة كيف ماتت وعلى القيم الكريمة كيف نُسيت؟عاد الرجل من حيث أتى، لا يدري ماذا يفعل ولا أين يتوجه، وبينما هو في الطريق إذا به يقابل ثلاثةً من الرجال عليهم أثر الحيرة وكأنهم يبحثون عن شيء فقال لهم: ما أمرُ القوم؟فرد متحدثهم قائلاً: نحن نبحث على رجلٍ وذكروا اسم والده! فرد الشاب: هذا الرجل أبي وقد توفي قبل فترة! فذكروا والده بالخير وتأسفوا، وقالوا له إن والدك كان يعمل في تجارة المجوهرات والأحجار الكريمة، وله عندنا قطعٌ نفيسةٌ من المرجان كان قد تركها عندنا أمانةً ونحن بدورنا اليوم نعيد الأمانة لك!فأخرجوا كيساً مملوءاً مرجاناً وسلموه للشاب ومضوا في طريقهم!! تسمر الشاب في مكانه والدهشة تعلوه وهو لا يصدق ما يرى ويسمع، وفكر في كيفية بيع هذا المرجان، فبلدته ليس فيها من يملك ثمن قطعة واحدة منها فكيف بكيس!!وبعد برهة صادف امرأة كبيرة السن عليها آثار الثراء، وكانت تسأل عن رجل يبيع مجوهرات وأحجارا كريمة، فباعها ووعدته بالعودة لتشتري المزيد، وهكذا عادت تجارته تنشط يوما بعد يوم حتى عاد كما كان وأفضل.وذات يوم تذكر صديقه صاحب القصر، وتذكر ما فعله معه، فكتب له في رسالة بيتين وبعث بها صديقاً لهما ليسلمها له يقول فيها:صحِبتُ قوماٌ لئاماً لا وفــاء لهم يُدعَون بين الورى بالمكرِ والحيلِكانوا يجلونني مذ كنتُ رب غنى وحين أفلستُ عدُوني من الـجـهـلِفلما قرأ ذلك الصديق هذين البيتين، أخرج ورقة وكتب عليها ثلاثة أبيات رداً على صديقه جاء فيها:أما الثلاثةُ قد وافوك من قِـبَـلي ولـم تـكـن سـببـا إلا من الحيلِأما من ابتاعت المرجان والدتي وأنت أنت أخي بل منتهى أمليوما طردناك من بخلٍ ومن قللٍ لكن عليك خشينا وقفة الخجلِ "خاطرة ...ما أجمل أن تحظى بصديق يفعل ما يسعدك دون أن يفصح عن نفسه ولا يبتغي مقابلاً سوى سعادتك لو كنت بعيداً عنه..