13 سبتمبر 2025
تسجيلعلمنا طلابنا في الجامعات أن الإعلام رسالة سامية تقوم على الشفافية والنزاهة والحيادية في الطرح والنقاش والأمانة في تقديم المعلومات الصحيحة بعيدا عن التحايل على المتلقي من خلال قناة الاتصال بين المرسل والمرسل اليه.ذلك أن موضوع شفافية الإعلام كما هو متعارف عليه ضرورة أن يحمل معنى الانفتاح والمساءلة ، لكونه يمثل امتدادًا مجازيًا لمعنى يستعمل لوصف شيء " شفاف " ؛ بحيث يمكن رؤية الأشياء من خلاله.ولكن تم في هذه الأيام الغاء مصطلح الشفافية ، وتسخير هذا الإعلام لخدمة مصالح دول معينة ، فأصبح مسيسا من الدرجة الأولى ، ولم يعد يحمل رسالته التي قام بها منذ تأسيسه . ومن أهم وأبرز مظاهر الإعلام الشفاف العمل على توثيق المصادر المفتوحة ، والعمل بذمة ، والسعي لتشريع حرية المعلومات.فالإعلام يعرف بأنه مجموعة من قنوات الاتّصال المُستخدَمة في نشر الأخبار أو الإعلانات الترويجيّة أو البيانات ، ويُعرف أيضا بأنّه الوسيلة الاجتماعيّة الرئيسيّة للتواصل مع الجماهير. من هنا :فإن للإعلام دورا خطيرا ومؤثرا في وقت الأزمات التي تنشأ بين الدول وخاصة عند نشوب خلافات سياسية طارئة قد تؤدي الى تطورات لا يحمد عقباها ، وقد تؤثر على البيت الداخلي لهذه الدول ، مما يسهم في انشقاق الصفوف والسير في طريق غير مسدود.فالإعلام أحد أسلحة العصر الذي نعيش فيه ، بل هو أشد من الأسلحة الفتاكة ، بسبب العمل على تغييرالصورة وتشويه الحقائق وفبركة المعلومات والأحداث بما يخدم الدول المتآمرة باستخدام أساليب الكذب والدجل بلا رأفة أو رحمة، وهو ما يعرف بالتضليل الإعلامي كما هو متعارف عليه . وهنا ينشأ ما يعرف باسم إعلام الأزمات.وكما يقول أحد المختصين :فهذه الوسائل تلعب دوراً حيوياً في التوعية والإرشاد والتوجيه عن طريق الاتصال المباشر بين غرف العمليات الخاصة بمواجهة الأزمات وبين جماهير المشاهدين والمستمعين والقراء لتحذيرهم من الأخطار المحدقة التي تم التنبؤ بها ، ومتى وأين ومكان وقوعها ومساراتها ؟ .وفي الوقت الراهن تشهد الساحة الإعلامية في منطقة الخليج حركة تضليلية ضد دولة قطر غير مسبوقة في التاريخ المعاصر ، بسبب مواقفها المشرفة لخدمة قضايا الأمتين العربية والاسلامية وبشهادة كل دول العالم ، ويقود هذا التضليل الممنهج بعض النفوس الضعيفة المسيرة لا المخيرة في حمل رسالة الاعلام الشريفة بصورة غير شريفة.وما من شك أن التضليل الإعلامي الذي يقوده الاعلام المهزوم من الداخل اليوم ضد دولة قطر يرتكز على الحرب الإعلامية المباشرة من خلال عدة ركائز أساسية وهي : أولا : التحريف الإعلامي ويعبر عنه أيضاً بالتضليل الإعلاميثانيا : الدعاية ثالثا : الحرب النفسيةأما أبرز أساليب التضليل والتحريف الاعلامي اليوم ، كما وردت في الكثير من الدراسات الاعلامية وذكرها خبراء الاتصال ، فتكمن في عدة أساليب قذرة ، منها على سبيل المثال لا الحصر:التحريف في الحقائق والمعلومات وتزييفها - التعتيم والتكتيم من خلال اخفاء المعلومات - التنكير بحيث يكون الشخص أو الجهة طوال الحديث نكرة وكأن الناس لا يعرفونها لكونها جهة وهمية غير واقعية - التهويل أو التضخيم - لفت الأنظار- التخويف (الإرجاف) – التجاهل - الكذب أو التشويه - قلب الصورة - الإثارة - الإيهام والتدليس - التخليط أو إثارة البلبلة - دس السم في العسل - التكرار - التهوين أو التقليل - السخرية -عرض الحقائق - الاستخفاف أو الاستغفال - برمجة اللغة العصبية – الدعاية .وكل هذه المرتكزات والأساليب المنحطة إعلاميا وأخلاقيا سعت الى تحقيقها اليوم قناة العربية الحدث بجانب قناة سكاي باجندة مدروسة باتت مكشوفة ومفضوحة للجميع .** كلمة أخيرة :فالاعلام عملية متكاملة لنقل الأخبار والمعلومات من مكان إلى آخر بشكل يقوم على الثقة وليس على نشر الأكاذيب من خلال الصدق والنزاهة والشفافية بعيدا عن نشر الفتن بين أطياف المجتمع.