12 سبتمبر 2025

تسجيل

ما لم يفهمه الغرب.. كيف يعمل النظام البيئي للإرهاب؟

01 يونيو 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); يعمل النظام البيئي الخاص بالإرهاب كنظيره الموجود في الطبيعة.فإذا تبخرت إحدى البحيرات هنا، تهطل كمطر على مكان آخر. وإذا هطلت الأمطار بكثافة هنا، تحولت إلى فيضانات وسيول على الجانب الآخر. إن مشكلة فهم هذا النظام على علاقة وثيقة بجينات الحداثة. فالغرب طالما تسبب بعطب الكلى لمّا أراد معالجة العيون.كل ذلك ناتج عن عدم فهمهم لآلية النظام البيئي للجسم. شجرة الزقوم التي زرعت في الشرق الأوسطإن القنابل التي زرعتها فرنسا في الجزائر وإفريقيا وسوريا، ستنمو بطبيعة الحال في باريس، لتلقي بثمارها هناك.تمامًا كما سقت الولايات المتحدة تنظيم القاعدة في أفغانستان وباكستان، حتى نمت أغصان شجرة الزقوم تلك وقضت مضجع واشنطن ونيويورك معًا، في 11 سبتمبر.أمّا بلجيكا فلم تقم حتى الآن بإزالة خطيئة رواندا، فهي الآن غير مدركة لحجم منظمة "بي كا كا" الإرهابية التي نمت كالنبتة في أحضانها، سيأتي يوم ينقلب السحر فيه على الساحر. فازت أوروبا بكراهية جزء لا يمكن تجاهله سكان جميع البلدان التي احتلتها واستعمرتها. جزءٌ كبيرٌ من هؤلاء، هاجروا برفقة كراهيتهم إلى أوروبا، وعند أي أزمة نرى أن رياح تلك الكراهية القادمة من الشرق الأوسط وإفريقيا تهب في ضواحي باريس وشوارع لندن الخلفية، إلا أن أوروبا في واقع الأمر، لا تريد أن تفهم بأن سبب تلك العواصف يكمن في عدم قدرتها على فهم النظام البيئي للمنطقة، الذي أدى إلى تبخر البحر الميت، وانحسار الفرات ودجلة.الإرهاب يعيش ويتمدد ويقوى بفضل النظام البيئي الخاص به، وأوروبا الفاشلة، التي تقوم بتغذية منظمة "بي كا كا" الإرهابية في إطار محاربة تنظيم "داعش" الإرهابي، لا تعلم أن كليهما عبارة عن حيوانين مفترسان، أحدهم ضبع والثاني ذئب جائع، وإن تغذية أحد أطراف الإرهاب سيشد من عزيمة الآخر، فتكون بذلك قد منحت السلاح للأول والغضب والحاضنة الشعبية للثاني. إن منطق الغرب يعمل وفق عملية حسابية بسيطة: هي "قدم الدعم للمنظمة الإرهابية سرًا، لإضعاف الدول الصاعدة وتقويضها". إن المنظمات الإرهابية لا يمكن قطعًا ترويضها، هي مثل الضباع. تجدها.. تطعمها.. تعتني بها.. لكن لا يمكنك أبدًا أن تضمن أنها لن تهجم عليك لتفترسك. تمامًا كما كانت العلاقة بين الولايات المتحدة وتنظيم القاعدة، وما حدث يوم 11 سبتمبر. الذي يريد أن يلعب بالإرهاب لا بد أن يتحمل خربشاته. كيف تمر المنظمات الإرهابية بمرحلة تغيير الأقنعة؟ لن يستطيعوا توقع المدى الذي من الممكن أن تمتد إليه جذور جميع المنظمات الإرهابية التي أرسلوها إلى الدول الإسلامية. إن منظمات إرهابية من قبيل "بي كا كا" و "جبهة - حزب التحرر الشعبي الثوري"، و "الكيان الموازي"، التي تنال دعم الغرب، قد تجذرت فيه، وستقوم يومًا ما كغيرها من المنظمات الإرهابية بإحداث طفرة، وضرب أوروبا والولايات المتحدة. نعم، إن المنظمات الإرهابية شأنها شأن الميكروبات، تقوم بإحداث طفرة وتحقق التطور لكي تتعايش مع الطبيعة وتبقى على قيد الحياة. فلننظر إلى تنظيم القاعدة، لقد أنفقت الولايات المتحدة الكثير قبل أن يحدث طفرة ويتطور، وكذلك بوكو حرام، والشباب، والنصرة، وفي نهاية المطاف بدأنا نشهد صعود نجم "داعش". كيف يعمل النظام البيئي للإرهاب؟يعمل النظام البيئي للإرهاب على النحو التالي. تقوم الأشجار بعملية الإلقاح لضمان استمراريتها، كما أن النباتات تتكاثر بالبذار وعن طريق التطعيم يظهر جيل جديد من النباتات الهجينة، وهكذا يتطور الإرهاب. أوروبا لم تفهم ذلك. لا تزال تتخذ التدابير العسكرية، والإجراءات الأمنية. وطالما تعالج هذه المشكلة على هذا النحو، فلن تنتهي مشكلة الإرهاب.