18 سبتمبر 2025
تسجيلكل كلمات الاعتذار بالتأكيد لا تكفي على الخطأ الجسيم الذي وقع بنشر صورة غير لائقة أخلاقيا في ملحق خارجي ينشر مع الشرق ، وأتحمل المسؤولية كاملة امام الله قبل كل شيء ، وأمام قطر البلد والشعب الذين ائتمنوني على أمانة النشر ، وأمانة الكلمة ، وأمانة الصورة ، وأمام مجلس الإدارة الذي وثق بي وأوكل لي مهمة رئاسة التحرير ، ويشهد الله أن الذي حدث خطأ غير مقصود تماما ، فالجميع يعرف جيدا سياسة الشرق التحريرية ، ويعرف القائمون على هذه الصحيفة ، التي ما فتئت تدافع عن قضايا المجتمع بكل أمانة وإخلاص ، وتقود مبادرات عدة على صعيد دعم القيم والمبادئ والاخلاق ، التي تربى عليها هذا المجتمع الأصيل ، وما حملة " الدين النصيحة " و " والله عيب " و " انتبه " ، التي تتحدث عن أهمية ترسيخ الأخلاق والقيم لدى أفراد المجتمع ، والحفاظ على أرواح أبنائنا منا ببعيد .لا أقول ذلك دفاعا عن الخطأ الذي وقع ، والذي أعتبره شخصيا أسوأ ما تعرضت له في حياتي الصحفية الممتدة لربع قرن من العمل الصحفي ، ولكن الجميع يعلم أن الخطأ في أي عمل وارد ، خاصة في عالم الصحافة ، هذه المحرقة اليومية ، التي تتطلب سرعة إنجاز ، ودقة في التحري ، ومصداقية في الخبر .. ، بالتزامن مع عدد صفحات لا تقل عن 82 صفحة يوميا ، فالعدد الذي وقع فيه الخطأ ـ عدد الاثنين ـ وصلت عدد صفحاته الى 112 صفحة .قيمنا ومبادئنا واخلاقياتنا خط أحمر لا يمكن التهاون او التساهل فيها ، وعليه فقد وضعت استقالتي منذ اللحظة أمام مجلس ادارة "دار الشرق" لاتخاذ ما يراه مناسبا ، والبت فيها .كما تم انهاء خدمات الصحفي الذي تسبب بنشر الصورة ، والخصم والانذار لمسؤوله المباشر ، واتخاذ اجراءات اشد صرامة في عملية النشر والمتابعة والتدقيق في كل ما ينشر .وانصافا للحق ، وامانة للكلمة ، فان "الشرق" ظلت على الدوام ـ وستبقى ـ محافظة على القيم والاخلاق ، رافضة تحت أي مبرر الانزلاق لنشر خبر أو صورة غير لائقة تتنافى مع قيم وخصوصية مجتمعنا ، ورفضنا على الدوام حتى تلك الاعلانات التي ترد بها صورا قد تكون غير محتشمة ، رادين حملات اعلانية يقدر البعض منها بالملايين ، إيمانا منا بأن ديننا وأخلاقيات مجتمعنا وعاداتنا وتقاليدنا هي الأساس في النهج الذي تسير عليه "الشرق" ، منحازين إلى هذه القيم على الدوام .وكم أقدمت الشرق وبتوجيهات من سعادة الشيخ ثاني بن عبدالله آل ثاني رئيس مجلس الادارة وسعادة الشيخ الدكتور خالد بن ثاني بن عبدالله آل ثاني نائب رئيس مجلس الادارة ـ العضو المنتدب ، ودعم ومساندة من أخي الاكبر مقاما الأستاذ عبداللطيف بن عبدالله آل محمود الرئيس التنفيذي لدار الشرق ، بقيادة مبادرات نوعية من خدمة خدمة المجتمع ، منها تفريج كربة ، ومؤتمر حقوق العمال والمسؤولية الاجتماعية .. ، والتبرع بايرادات الشرق والبننسولا لقضايا وشعوب امتنا ، والتبرع لدعم لغزة والصومال وغيرها من الاشقاء المحتاجين ، وهذا ليس منة او تفضلا ، انما واجبا نعتبره ، ورسالة نؤديها تجاه مجتمعنا وامتنا .لقد كشفت لنا هذه الواقعة الأليمة مدى تمسك افراد مجتمعنا بالدين والقيم والاخلاق ، وهذا أمر مفرح ، وبقدر حزننا على ما حدث إلا ان ردة الفعل من قبل الغالبية كانت مبشرة اننا في مجتمع متمسك بهويته الاسلامية والعربية ، وان كان البعض حاول الاصطياد بالماء العكر ، وحاول الإساءة الى هذا الصرح الاعلامي العريق ، مرة بالتشهير ومرة باللمز .. .كل الشكر والتقدير لمجلس الادارة الذي منحني فرصة للعمل مع نخبة من الأخوة الافاضل اداريين وصحفيين ، واعتز بذلك كثيرا ، وأعتذر عن اي تقصير او سوء تقدير صدر مني خلال تلك الفترة.والشكر الاكبر لكل مواطن ومقيم على هذه الارض الطيبة ، الذين كانوا خير سند والموجه لي شخصيا ، وناصحين لما اقوم به من اجتهاد في عملي الصحفي ، فلكم جميعا كل الشكر والتقدير . طالع: هكذا قامت الشرق بأدوارها تجاه مجتمعها وأمتها