17 سبتمبر 2025

تسجيل

رحيل شاب بعمر الزهور

01 مايو 2020

للأبناء مكانة في نفوس الآباء والأمهات، وعندما نفقد أحدهم في ثانية عبر حادث مأساوي يبقى الشعور تجاه هذا الابن مختلفا عما كان أثناء حياته. فقد تفقد أحد أبنائك في لحظة لم تكن في الحسبان لأن العبد يجب أن يعلم بأن الله على كل شيء قدير، وهو هنا يختبر ابن آدم. فهل يصبر ام يجزع؟ لأن فقدان الأبناء أمر مقدر ومكتوب فلا راد لقضاء الله فيه ولا اعتراض عليه. وبالأمس القريب: فقدنا أحد أبناء قطر الأعزاء وهو في عمر الزهور إثر حادث سير مأساوي عن عمر لم يتجاوز (28) عاما. انه الشاب "حمد عبدالله حسن مصبح البكر الكواري"، ومثل "حمد" كثير ممن فقدتهم قطر خلال السنوات الماضية، حيث ذهب المئات من شبابنا وهم في مرحلة العطاء والبناء لهذه الأرض المباركة وأنفقت عليهم الدولة الكثير منذ ولادتهم ومن ثم تعليمهم ودراستهم في أرقى الجامعات المدنية والعسكرية محليا وخارجيا حتى يكبروا ويشبوا في بناء الوطن، حيث يعول عليهم في العطاء والنماء لمستقبل زاهر ومشرق لقطر الغد. وفقدان أمثال هؤلاء: لا شك أنه يأتي مثل الغصة، خاصة إذا كان الفقيد ما زال غضا يافعا ينتظره المستقبل بروح الإصرار على خدمة قطر التي تتمنى له ان يقود قاطرة التنمية، وإذا كان الفقيد "حمد" من الكوادر العسكرية فإن الذود عن حمى الوطن كان هو الهدف لأمثال هؤلاء الذين فقدناهم وهم في سن الشباب، فهو بمثابة الجندي الذي يعمل ليل نهار من أجل الدفاع عن بلده وقت المحن والشدائد. خاصة إذا علمنا: أن أمثال الفقيد "حمد بن عبدالله" من الطلبة المتفوقين والمجتهدين، وله محبة خاصة لدى والده ووالدته وأقاربه وأصدقائه في عمله، كما كان شخصا بشوشا متفائلا بمستقبله ومستقبل وطنه الذي كان وفيا له منذ أن أعلن القسم لخدمته، عندما كان طالبا جادا ويدرس في كلية أحمد بن محمد العسكرية التي تخرج منها في عام 2014م أي قبل ست سنوات. وقد ترقى في عمله العسكري من درجة "ملازم ثاني ومن ثم ملازم أول حتى وصل الى درجة نقيب" كما ان الفقيد مشارك في فعاليات مسير اليوم الوطني بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني في عام 2018 م، عليك رحمة الله يا "حمد". لله ما أعطى ولله ما أخذ. يقول الإمام علي بن أبي طالب: لا دار للمرء بعد الموت يسكنها إلا التي كان قبل الموت يبنيها لا تركنن إلى الدنيا وما فيها فالموت لا شك يفنينا ويفنيها كلمة أخيرة: اللهم اكتب الرحمة والمغفرة لمن مات وهو في عمر الزهور، واجعله شفيعا لوالديه، وارحمه وبدل سيئاته الى حسنات، وعوض شبابه في رياض الجنة، واجعل الجنة داره، اللهم آمين يا رب العالمين، هم السابقون ونحن اللاحقون. [email protected]