11 سبتمبر 2025
تسجيلالآن ، أقلب في الذاكرة .. أصدقاء رحلوا سريعاً عن هذه الدنيا الفانية، ولكني أسترجع صوراً من الماضي ، كنا في مرحلة المراهقة مجموعة من الزملاء والأصدقاء ، نرافق أسرتنا في شهور الصيف في رحلة سفر إلى بعض المدن، حيث الهواء وراحة البال .. اتفقت مع مجموعة من الزملاء ان نرتاد إحدى دور السينما .. ذلك أن هذا الفن لم نكن نعرفه حتى تلك الفترة، إلا عبر الأفلام التي تعرض في بعض البيوت والأندية الصغيرة المنتشرة في العديد من الأحياء، وهي وان كانت تحمل اسم "النادي" إلا ان الأمر في مجمله بيت متواضع يضم الأصدقاء والزملاء وممارسي لعبة كرة القدم اشهر الالعاب في كل مكان .. شاهدنا صوراً تحتل جداراً كاملاً، وكان الأمر مغرياً لنا .. صور مجسمة لجميلات الشاشة العالمية وأتذكر الآن أن الفيلم عن الجاسوسية . كان جل اهتمامنا بالجميلات اكثر من المضمون . هل كان الفيلم حول جيمس بوند – العميل 007 – هكذا أعتقد . المهم . اتفقنا على الدخول في فترة المساء . قطعنا التذكرة .. واحتل كل منا مقعده . في سهولة ويسر .. فجأة .. هب الجميع وقوفاً .. ونحن لا ندري ماذا حصل !! تسابقنا على الوقوف .. إلا صديقنا المكرود . نعم هو دائماً ما يقع في المشاكل دون ان يكون له يد .. لم يقف . مع الأمر. بالوقوف لأن صورة قائد البلد والسلام الوطني جزء من الطقوس في تلك الدولة . لم نشعر إلا وأحدهم قد صرخ في أذن صاحبنا .. قف .. بهت صاحبنا .. تردد . وإذا بصفعة يتلقاها ونظرنا جميعاً خلف رؤوسنا .. جلس الجميع فجلسنا .. إلا أن صاحبنا التعس .. يرفض البقاء .. ونحن لا ندري لماذا تم هذا الأمر .. لاحقاً عرفنا من أحدهم. أن الكل لابد وأن يقف عند ظهور صورة ذلك الزعيم والسلام الوطني .. حاولنا تهدئة الزميل بأن الأمر لا يستحق كل هذا .. أصرّ على أن نخرج جميعاً . فرفضنا لأننا دفعنا ثمن المشاهدة . وأن دخولنا من أجل مشاهدة تلك الحسناوات .. أما صديقنا فقد خرج لا يلوي على شيء .. كان هذا أول درس . أن هناك من يرى في تلك الشكليات تجسيداً للوطنية !! . [email protected]