14 سبتمبر 2025
تسجيلخرج المواطن السوداني يهتف بالحرية والسلام والعدالة مطالباً بحقوقه، ولكنه اصطدم بالواقع بعد أن وجد دولته ليست إلا "سكرتيرا تنفيذيا" لأنظمة وأجندة خارجية. فمنذ بداية الثورة المصرية بدأ المحور الثلاثي (الامارات، السعودية، مصر) بتنظيف الساحة السياسية من الاخوان المسلمين وصناعة انظمة مستبدة موالية لهم. لم يكن المحور الثلاثي جاهزاً لأن يحدث أي تأثير في الشارع السوداني قبل 2018 حيث كان سقوط نظام البشير بالنسبة لهم يعني: إمداد التمرد الليبي وتدهور وضع السعودية والامارات في اليمن بعد سحب القوات السودانية، وأثر تبعات الثورة وامتدادها لمصر ضد السيسي، وفرص تغير جميع الاتفاقيات مع النظام المخلوع. علاقات نظام البشير بدول المحور، كانت مبنية على المصلحة الأحادية، حيث تستفيد دول المحور الثلاثي من موارد السودان مقابل استمرار حكم الاسلاميين في السودان، وذلك مقابل استثمارات تستفيد منها اياد خفية، وهذا هو سبب تصريح البشير سابقاً بأن الحكومة ليست تابعة للإخوان المسلمين وسبب استمرار نظام البشير في الحكم لفترة طويلة بعد انفصال السودان، الى أن رفض البشير قطع علاقاته مع دولة قطر وانقلب السحر على الساحر. فكيف يريد أن يستفيد المحور الثلاثي من الثورة السودانية ؟! إنهم ينوون اقتلاع الاسلاميين من الساحة السياسية وتنفيذ صفقة القرن. وبناء حكومة موالية لهم تعمل على تنفيذ سياساتهم في دعم التمرد في ليبيا وتشاد، علاوة على الحفاظ على نظام السيسي في مصر من انتقال عدوى الثورة إليه والأهم من ذلك عدم سحب جنود القوات المسلحة السودانية من اليمن. بالاضافة إلى استمرار المشاريع الزراعية والصناعية في السودان لفائدتهم فقط. ومحاولة اضعاف تأثير دولة قطر وتركيا في المنطقة. المواطن السوداني أصبح في موقف حرج بين تضارب مصالح الاسلاميين والمحور الثلاثي وبين سيادة الدولة وجعلها تابعة. فما السيناريوهات المتوقعة للثورة؟ من ذلك أن تستمر الثورة ويتم اسقاط النظام العسكري مما يضع السودان تحت المجهر لكثير من الدول مع حرصهم على عدم نجاح الحكومة الجديدة وذلك من خلال خلق فوضى وتنفيذ عمليات اغتيال وتفجيرات ومشاكل سياسية ترهق الحكومة الجديدة ومحاولة افشالها مهما كلف الامر لتنفيذ انقلاب عسكري ابيض. ويسعون إلى نجاح الثورة السودانية (إعلاميا فقط) وتكوين نظام جديد يعتبر امتدادا للنظام السابق (سياسيا) والحفاظ على جميع المصالح الدولية داخل السودان على مصلحة الشعب السوداني. ولكن ما هي بوادر فشل الثورة؟ دول المحور الثلاثي تعترف بالمجلس الانتقالي وتعرض مساعداتها وعملت على تلميع صورة قائد الجنجويد. هي خطة من المحور الثلاثي لتهيئة الشعب لانقلاب ثالث يرأسه حمدتي أو لتنصيبه رئيساً للمجلس العسكري لفترة وجيزة ومن ثم تتكون الحكومة الجديدة من أشخاص مدنيين موالين لدول المحور مع توقع الرئيس المدني هو سكرتير البشير السابق طه عثمان. وتعيين أشخاص مدنيين موالين للمحور الثلاثي في المناصب القيادية في الجمهورية. لذا من أهم التوصيات التي على الشعب السوداني أن يقوم به لحماية مصالحه الوطنية: استمرار الثورة بنفس والوتيرة والحماس وحث المجتمع الدولي لرفض الاعتراف بالمجلس العسكري الحالي. وعمل حراك سياسي موحد بتهيج الشعب المصري ضد السيسي وذلك لتشتيت انتباه دول المحور واشغالهم عن قضية السودان. ومن المهم ترسيخ رفض شعبي لأي دعم من الخارج والإصرار على اعتقال جميع قيادات المؤتمر الوطني وتجميد أموالهم.