13 سبتمبر 2025

تسجيل

هل استفادت الشركات من فترة تراجع الإيرادات؟ (2)

01 مايو 2016

صدرت في الأسبوع الماضي نتائج 20 شركة من الشركات المدرجة في البورصة عن نتائج الربع الأول ليرتفع عدد الشركات المعلنة إلى 41 شركة، وتبقى ثلاث شركات فقط هي إزدان وفودافون والأول. وكما توقعت في مقال الأحد الماضي، فإن ست شركات فقط قد حققت ارتفاعا في أرباحها عن الفترة المناظرة من العام 2015، فيما انخفضت أرباح 13 شركة، وانفردت الطبية بتخفيض خسارتها إلى 2 مليون ريال فقط. وعكس ضعف الأرباح وتراجعها، انخفاض أسعار النفط والإيرادات النفطية لدولة قطر من ناحية، وانخفاض عوائد الاستثمارات من توزيعات أرباح أسهم ومشاريع مشتركة من ناحية أخرى. وقد تبين من النتائج المعلنة حتى الخميس الماضي أن إجمالي الأرباح المتحققة قد انخفض عن الفترة المناظرة بأكثر قليلا من 20% إلى مستوى 10.24 مليار ريال. وكان من الملاحظ أن نصف عدد الشركات أو نحو 21 شركة قد سجلت تراجعاً في أرباحها الصافية، وكان التراجع حاداً في بعض الشركات كما في بروة ودلالة والإجارة والخليج الدولية وبدرجة أقل في صناعات والعامة للتأمين وقطروعمان والسينما. وقد بحثت في المقال السابق في مدى استفادة الشركات المدرجة في البورصة من فترة تراجع الأرباح في رفع كفاءة التشغيل عن طريق ضغط المصاريف، وإعادة هيكلة الوحدات العاملة فيها، وتبين لي أن الكثير منها لم تنجح في ذلك، بحيث ظلت بعض الشركات بحاجة إلى استقطاب أموال جديدة تضاف إلى رؤوس أموالها واحتياطياتها. وعرضت في المقال السابق أمثلة على شركات نجحت وأخرى لم تنجح بالقدر الكافي. وأتابع اليوم تقصي هذا الموضوع على ضوء النتائج التي تم الإفصاح عنها في الأسبوع الماضي لنحو 20 شركة. وأود أن أنوه بداية إلى أن ضغط المصروفات لا يتم فقط بتقليص عدد العاملين، أو خفض مصروفات البيع والتوزيع، ولكن هناك مجالات أخرى للتوفير يمكن تطبيقها للحد من مصاريف التشغيل.. المعروف أن شركة فودافون تستفيد من البنية التحتية المتطورة لشركة أوريدو في تقديم خدماتها لعملائها دون أن تضطر إلى تكبد نفقات ضخمة في إقامة وامتلاك بنية تحتية مماثلة. وبالمثل يمكن تصور تكاتف شركات الوساطة المالية في استخدام المشغلات المتطورة (سيرفرات) بصورة جماعية ومقابل رسوم مالية دون أن تضطر كل منها إلى امتلاك تلك الأجهزة المرتفعة التكلفة والتي تحتاج إلى استبدالها بغيرها كل بضعة سنوات، أو أن تتولى إحدى شركات الاتصالات توفير تلك الخدمات لشركات الوساطة مقابل رسوم محددة. إن التراجع الحاد في أرباح شركات الوساطة المالية هذا العام قد استدعى طرح هذه الأفكار، وقد رأينا على سبيل المثال أن أرباح المجموعة الإسلامية للأوراق المالية قد انخفضت في الربع الأول بأكثر من النصف بينما انخفضت مصاريفها بنسبة 0.3% فقط فكانت النتيجة أن انخفض صافي الربح بنسبة 93.3% إلى 226 ألف ريال فقط في غياب أرباح مساندة من الاستثمارات والعقارات. وبالمثل انخفضت أرباح دلالة في نفس الفترة بنسبة 93% إلى 445 ألف ريال فقط.ونشير هذا الأسبوع إلى أن صناعات قد نجحت في ضغط مصاريفها الإجمالية في الربع الأول بنسبة 34% مما خفف من تراجع الأرباح الصافية. ونجحت السلام في ضغط المصروفات فارتفع صافي الربح رغم تراجع الإيرادات. وفي أوريدو كان هناك انخفاض متوازن في كل من الإيرادات العامة والمصروفات، مع وجود مداخيل أخرى بقيمة 550 مليون ريال مما ساهم في رفع الأرباح الصافية بنسبة 75.4%. ونجحت بروة في خفض مصروفاتها بنسبة 3.6%، مما ساعد في زيادة الأرباح بنحو 85 مليون ريال، لولا وجود أرباح استثنائية ضخمة من بيع عقار في السنة السابقة بقيمة 2.7 مليار ريال وهو ما جعل الأرباح تنخفض بشدة. وفي المقابل، هناك شركات أخرى لم تنجح في ضغط مصروفاتها بالقدر الكافي ومن ذلك العامة للتأمين التي ارتفعت إيراداتها التشغيلية بنحو 4 مليون ريال فقط فيما ارتفعت المصاريف بنسبة 38.8% مما أدى إلى انخفاض صافي الربح بنسبة 53.7%. وفي البنك التجاري حدث انخفاض محدود في صافي الإيرادات التشغيلية، لكن إجمالي المصروفات قد ارتفع بنسبة 5.2% مع ارتفاع إجمالي الخسائر الاستثمارية مما خفض صافي الربح بنسبة 36.3%. وانخفض صافي ربح الخليج الدولية بنسبة 77.8% نتيجة انخفاض الإيرادات التشغيلية بنسبة 67.7% بينما اقتصر انخفاض المصاريف على ما نسبته 20% فقط.ومرة أخرى، أؤكد أن فترة الربع سنة قد لا تكون كافية لتحقيق الارتفاع المطلوب في الكفاءة الإدارية والتشغيلية لشركة ما، وقد يكون ارتفاع المصاريف ناتج عن خسائر غير متوقعة في الاستثمارات، إلا أن مجالس إدارات الشركات بحاجة إلى مراجعة جادة لنتائج أعمال شركاتهم بما يتواءم مع المستجدات، وبما يقلص المصاريف إذا لم يكن بالإمكان تفادي هبوط الإيرادات.