15 سبتمبر 2025

تسجيل

الالتفات لأبناء القطريات لأب أجنبي ومنحهم أولوية الخدمات

01 مايو 2016

* نتمنى تيسير أمور أبناء القطريات مراعاة لظروفهم وحلها ولو بشكل مؤقت فقطر كانت وما زالت كعبة المضيوم * لهؤلاء الأولوية في التوظيف والتعليم ومنح القروض الحكومية قبل الوافدين من الخارج لكونهم من نسيج هذه الأرض رسالة وصلتني عبر البريد الإلكتروني قبل أيام، وقبلها اتصلت بي إحدى الأمهات القطريات لتشرح لي الموضوع المزري لها ولمجموعة من النساء القطريات ممن تزوج من غير قطري، ويعرضن مشكلتهن بكل شفافية على الرأي العام عبر منبر " الشرق " . والمحزن في الأمر أن القضية تستحق بالفعل النقاش تسهيلا على المواطنة القطرية التي تستحق العناية والرعاية في مثل هذه الظروف التي تعيشها مع أبنائها، وبخاصة ما يتعلق بالتوظيف والتعليم والحالة الصحية القاهرة التي مرت بها هذه الطبقة من نسيج المجتمع القطري .. فمن لأبناء القطريات يا سادة للتعايش ومسايرة هذه الحياة الصعبة وظروف تقلبات الدنيا التي لا ترحم في هذه الأيام ؟؟! . لعل هذه المسألة من المسائل الشائكة التي تتداول داخل المجتمع منذ فترة طويلة، وهي بالفعل مشكلة عويصة لم تجد طريقا للحل حتى الآن، ومطلوب من الجهات العليا في الدولة التدخل لحلها أو على الأقل استحداث بعض التشريعات التي تمنحها بعض الحقوق ولو لفترة مؤقتة لتجعلها تتمتع بما يتمتع به الوافد أو الأجنبي الذي يأتي للعمل إلى قطر من الخارج برفقة أسرته وأبنائه ويتم توظيفهم جميعا ثم يذهبون بما جمعوه من أموال إلى الخارج ولا تستفيد منهم الدولة بعد رحيلهم، بينما أبناء القطرية من أب أجنبي يعيش غالبيتهم في قطر حتى وفاتهم . لابد أيضا أن تكون عوامل الرحمة والرأفة والإنسانية في التعامل مع القطريات وأبنائهن من العوامل التي أمرنا بها ديننا الإسلامي الحنيف، حتى في أصعب الظروف، ونحن هنا لا نفقد الأمل في دولتنا الحبيبة وقيادتها الرشيدة التي منحت خيراتها لجميع شرائح المجتمع المحلي، بل تعدى خيرها فوصل إلى من يعيش في خارج قطر، ليفرح به الطفل قبل الكبير، والعجوز قبل الشاب، وهذا ما عودتنا عليه قطر الخير دائما لأنها صاحبة الأيادي البيضاء . وإليكم نص هذه الرسالة التي وصلتنا وننشرها هنا بتصرف، وهي من الأمهات القطريات المتزوجات من غير القطريين :إلى سعادة الدكتور الفاضل / ربيعة الكواري / السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . نيابة عن أخواتي الأمهات القطريات أكتب إلى شخصكم الكريم لمساعدتنا وعرض مشكلتنا على الرأي العام، وقد لجأنا إلى سعادتكم بعد الله عز وجل لما لقلمك من صوت مسموع وتأثير على الرأي العام بدولتنا الحبيبة . أستاذنا الكريم :نحن مجموعة من الأمهات القطريات، بعضنا تعدى سن الخمسين والستين والسبعين والثمانين سنة، وبعضنا انتقل إلى رحمة الله ولم تحل مشكلتنا . أستاذنا :قدر الله أن نتزوج من رجال غير قطريين الجنسية، ولكن معظمهم من مواليد قطر وموجودون بقطر منذ أكثر من 80 سنة، ولدينا المستندات التي تثبت ذلك، وقد رزقنا الله بالبنين والبنات، وقد تربوا على أرض قطر، ولم يعرفوا بلدا غيره والحمد لله، فربينا أبناءنا ليردوا الجميل لبلدهم قطر، والحمد لله، ومعظم أبنائنا جامعيون، وبعضهم من حملة الماجستير، وبعضهم يقومون بتحضير الدكتوراه لرفع اسم قطر، ولكن للأسف صدمنا بالواقع، فهم يعتبرون أجانب ببلدهم، ولا يحق لهم العمل، وإذا عملوا فهم أجانب، وقد تم الاستغناء عن معظمهم في هذه الفترة، وعندما قمنا بالمراجعة، قالوا لنا لا يوجد قانون يحفظ حقوق أبناء القطرية . أستاذنا : الأجنبي يعود لبلده، لكن أبناءنا أين يذهبون ؟ . وللعلم معظمهم متزوج وله أبناء يصرف عليهم .. ونحن كبرنا، ونريد من يساعدنا .. وأغلبنا مريض قلب وسرطان وسكر وضغط .. ونريد أن نرتاح بعد وفاتنا . هل تعلم يا أستاذي الكريم أنه لا يحق لأبنائنا أن يرثونا إلا إذا كانت جنسيتهم من دول الخليج وإلا فلا يحق لهم أستاذي . ومن هنا، فهمومنا كثيرة، وهذا غيض من فيض، نتمنى من شخصكم الكريم تحديد موعد لنا لمقابلتك، ونظرا لكثرتنا فيمكن تحديد عدد المجموعة لشرح ظروفنا. أستاذي :لا يوجد أمامنا بعد الله سوى شخصكم الكريم لإيصال صوتنا للمجتمع والمسؤولين في الدولة .والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . انتهت الرسالة (الموقعات: مجموعة من الأمهات القطريات) .وبعد هذه الرسالة هناك بعض الأسئلة الحائرة بالفعل وهي: من لهؤلاء القطريات؟ ومن يتكفل بأبنائهن، ويصرف على تعليمهم وعلاجهم وتوفير كماليات الحياة الأخرى لهم ؟ . وإذا كانت القوانين القطرية صارمة وحازمة على المرأة المتزوجة من غير القطري، فإن القوانين لابد من تطويعها في بعض الأحيان ولو في أضيق الحدود تسهيلا على أبناء القطرية من ناحية منح بعض الحقوق مثل الأولوية في التوظيف ومنح التعليم والتأمين الصحي على الأقل ولو بشكل مؤقت لحين إصدار اللائحة القانونية والتنظيمية لمثل هذه الحالات الاستثنائية . وهذه الرسالة التي نعرضها على الرأي العام تمثل صوت القطريات اللاتي يعانين الأمرّين جراء وضعهن الصعب، خاصة في ما يتعلق بإنهاء خدمات أبنائهن من العمل أو عدم توظيفهم في أي مؤسسة حكومية أو شبه حكومية بحجة أنهم أجانب، لأنه يمكن أن نفتح المجال لأبناء القطريات للعمل في بعض الوظائف التي يوظف فيها الآلاف من الوافدين من خارج قطر، بينما يغض الطرف – مع كل أسف – عن أبناء المقيمين وأبناء القطريات المتزوجات من غير المواطنين وهي حالات ليست بكثيرة، لأن لهم الأولوية في التوظيف والمعاملة بأفضل مما عليه الآن . لهذا نتمنى إعادة النظر في الكثير من التشريعات بهدف إنصاف أبناء القطريات المتزوجات من أجانب، وذلك باعتبارهم من نسيج المجتمع القطري خاصة أن أحد الأبوين قطري وينتمي لهذه الأرض، وأبناء القطريين المتزوجين من أجنبيات هم من القطريين بنسبة 100 % .يرى البعض: أن المرأة القطرية مواطنة أصلية من المفترض أن تقدم لها جميع الامتيازات اللازمة وتأمين خدمات أبنائها على المستوى المطلوب من تعليم وصحة وتوظيف وجميع الحقوق المدنية، عدا الحقوق السياسية لتحقيق الحرية والعيش بكرامة . ونحن الآن نعيش في مجتمع ارتفعت فيه قمة الفكر الحضاري والثقافي الأمر الذي أدى إلى صدور كثير من القرارات والقوانين التي تصب في مصلحة كل من وجد في هذه الأرض الطيبة، ومن ضمن الفئات التي لا بد أن يتمتع أصحابها بقدر كاف من الطمأنينة هم أبناء القطريات المتزوجات من أجانب . ويرى البعض الآخر: لا بد من وضع المعيار النسبي الذي يستوي فيه الناس في هذا الجانب، بالإضافة إلى المعيار الموضوعي المتمثل في أن الدولة بما فيها من تقدم وتطور للقوانين بفضل قيادة الدولة ورؤيتها الثاقبة، هي الأدرى بمصلحة هذه الفئة والتعامل معهم كما تقتضي السياسة أن ينظر المشرع لمصلحة المجتمع وأفراده، وهناك مصالح تقتضيها الظروف الإنسانية والقانونية .يقول أحد المفكرين القطريين: استطلعت إحدى الصحف القطرية قبل سنوات آراء أعضاء من مجلس الشورى وقانونيين ومسؤولين وكان التوجه العام مرحباً بمنح الجنسية لأبناء المواطنة مع ضوابط معينة، وتأكيدهم أن الدولة وإن لم تمنحهم الجنسية بعد فإنها حرصت على كفالة حقوق التعليم والعلاج المجانيين، والعمل لهم بموجب قانون (21) لعام 1989 القاضي بمعاملة الأبناء من أم قطرية معاملة القطريين في التعليم والعلاج والعمل بعد استيفاء شرط الموافقة على الزواج من " الداخلية ". وأضاف مدير الشؤون القانونية بوزارة العمل أن قانون الموارد البشرية يعطي الأولوية في التعليم لأبناء القطريات بعد القطريين، كل هذا أمر جيد ومبشر ومقدر... فلماذا شكاوى هؤلاء الأبناء في الصحافة وفي المنتديات من صعوبات تواجههم في البحث عن وظيفة ؟ . ** كلمة أخيرة من هنا نوجه هذه الرسالة لأصحاب القرار في دولتنا الحبيبة قطر، التي كانت وما زالت ملاذ المحتاجين على الدوام للاهتمام بأبناء القطريات لأب أجنبي لتوفير عامل المساواة لهم في الحقوق والواجبات، وتيسير الخدمات .