17 سبتمبر 2025

تسجيل

الإسلام رسالة إحياء

01 مايو 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); الإسلام رسالة إحياء، ودعوة إعمار، ومنهج بناء وتجديد، وقد عرف فقهاؤنا ما يسمى بإحياء الموات، أي إحياء الأرض الميتة التي تسبق إليها الأيدي، وذلك بتعميرها وإصلاحها، وتهيئتها للسكنى، والزراعة وتشييد المصانع وغير ذلك.وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على الإعمار، وشجع الناس على بعث الحياة في الأرض الميتة بقوله: "من أحيا أرضا ميتة فهي له ". رواه أبو داود والترمذي.وقد وجدت دعوة النبي صلى الله عليه وسلم صداها في حياة الصحابة الكرام، فما أن سمعوه يقول: "من سبق إلى ما لم يسبقه إليه مسلم فهو له "حتى خرج الناس يتعادون يتحاطون، أي يحيطون ما أحرزوه حتى يفيد أنه أصبح لهم.واتفق الفقهاء على أن الإحياء سبب للملكية، فمن أحيى أرضا مواتا أصبح مالكا لها، ولكنهم اختلفوا في اشتراط إذن الحاكم، فمنهم من قال: لا يشترط إذنه، ومنهم من قال: يشترط إذنه.والذي يصلح لزماننا اشتراط إذن الحاكم سواء قبل عملية الإحياء أو بعدها لاحتياج الأرض التي تستصلح إلى توثيقها وإثبات ملكيتها لمن أحياها، وكذلك لاحتياج الأرض إلى المرافق من طرق وكهرباء ومياه وغير ذلك، مما ليس بمقدور الأفراد، وهو من صميم أعمال الدولة.وقد اشترط الفقهاء فيمن يمسك أرضا - أو تمنحه الدولة أرضا – أن يحييها بزراعتها واستثمارها والانتفاع بها، فإن هو أمسكها وأحاطها بحائط ولم يعمرها فإن حقه يسقط فيها، وتنتزع منه، لأنه لم ينتفع بها، ولم يتركها لغيره أن ينتفع بها، وقدروا لتعميرها ثلاث سنوات قد تزيد وقد تنقص، حسب ما يقرر المختصون من وقت يعد كافيا لإنجاز المهمة.خطب عمر بن الخطاب على المنبر فقال: من أحيا أرضا ميتة فهي له، وليس لمحتجر حق بعد ثلاث سنين، وذلك أن رجالا كانوا يحتجرون من الأرض ما لايعملون، أي لا يستثمرونه.ومن واجبات الحاكم في المنظور الفقهي الإسلامي أن يفتح مجالات السعي أمام الرعية، ويعمل على تذليل الصعاب أمامهم، ليتملكوا ويستثمروا ويزرعوا وينتجوا بما يحقق لهم الرفاهية، وذلك باستحداث مدن جديدة، واستصلاح الأرض الميتة، وتشجيع الناس والشباب على العمل والإنتاج، وتحفيزهم بتمليكهم ما يعمرونه.وحيثما كانت مصلحة الرعية فثم وجهة الراعي، وقد قرر فقهاؤنا أن تصرف الإمام على الرعية منوط بالمصلحة، أي مصلحة العامة، لا المصلحة الضيقة الخاصة، مصلحة الجمهور لا مصلحة أهل الحظوة والقرب والأشياع، كما يفعل بعض الحكام، حيث تستأثر شريحة معينة من أصحاب النفوذ بموارد الدولة وخيراتها.وفي ظل الفساد وغياب العدالة، وتغليب المنافع الضيقة على مصلحة الجمهور، يثري أفراد وتفتقر جموع، وتتخم آحاد وتجوع شعوب.