20 سبتمبر 2025

تسجيل

الزلازل "آيات إلهية.. أم ظواهر طبيعية"

01 مايو 2013

إن المتأمل في حالنا اليوم يكاد يصاب بالدهشة لما يرى من الغفلة والقسوة.. صور من الآيات متعددة، وأشكال من النذر متنوعة،فتارة رياح مدمرة، وتارة فيضانات مهلكة، وتارة أعاصير مخيفة، وتارة زلازل مروعة، (وما نرسل بالآيات إلا تخويفا) لعلهم يذكرون، يتقون، يرجعون، ولكننا رغم هذا كله نتساءل!! هل هذه آيات إلهية أم ظواهر طبيعية، بل من المؤسف!! أننا أصبحنا نتحدث عنها كمعلومة ثقافية، لا يضطرب معها قلب ولا تدمع عين، إن المتأمل في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وخوفه من وقوع مثل هذه الآيات ليزداد عجبه من حالنا،روى ابو داود بسند صحيح عن عائشة رضي الله عنها قالت: "كان رسول الله صلى الله وسلم إذا رأى غيما أو ريحا دخل وخرج وأقبل وادبر وتغير وجهه،... وفيه (وما يؤمني أن يكون فيه عذاب...) وهذا هو الشاهد من سياق الحديث،ووسائل الإعلام اليوم تتحدث عن هذه الآيات من أنها ظواهر طبيعية وتغيرات جيولوجية ليس إلا،يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: "الزلازل من الآيات التي يخوف الله بها عباده، كما يخوفهم بالكسوف وغيرها من الآيات"أقول: إنها إشارة إلى أن المعاصي عمت وطمت،يقول ابن القيم:"ومن عقوبات المعاصي ما يحل من الخسف والزلازل..."يقول كعب:"إنما تزلزل الأرض إذا عمل فيها بالمعاصي..."وإننا في زمان كثرت فيه المعاصي،"زنا — ربا — خمور — تبرج وسفور — معازف وغناء — كذب وغيبة — سرقة ورشوة — تضييع للواجبات وعلى رأسها الصلوات، ومعها تتابعت الزلازل والفيضانات، والسبب (فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير).إنها لما رجفت المدينة على عهد الفاروق عمر، سأل عائشة رضي عنها كما في بعض الروايات فقالت: كثرة المعاصي في المدينة يابن الخطاب، فقام خطيبا (يا أيها الناس!! والله ما كانت هذه الزلزلة إلا عند شيء احدثتموه، والذي نفسي بيده لئن عادت لا أساكنكم فيها أبدا)وإننا نقول بقول ابن الخطاب: ما كانت هذه الزلزلة إلا عند شيء أحدثناه، لا هزة ارضية ولا أمور فلكية، وإنهم وإن صدقوا فيما يقولون، فما سببها؟أما كان الحجر الأسود أشد بياضا من الثلج!! فسودته ذنوب بني آدم، كما قال سيد ولد آدم،بل إنه صلى الله عليه وسلم حين أخبر عن الرجل الذي خسف به الأرض، لم يقل هزة أرضية، وإنما مرض في نفسه الدنية،لقد صرح بعض عقلاء أمريكا "ان الزنا وغيره من الذنوب يجلب الدمار لأمريكا، وانها سبب ما يحصل فيها من فيضانات وأعاصير وحرائق وأمراض فتاكة"، في الوقت الذي يصرح فيه بعض المسلمين من أنها ظواهر طبيعية لا علاقة لها بذنوب العباد، وكأنهم لم يقرأوا (فكلا اخذنا بذنبه...ومنهم من خسفنا به الأرض...الآيه) وعن قوم شعيب (فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في ديارهم جاثمين).وما نزال نسمع كل يوم عن زلزال هنا وزلزال هناك(وما يذكر إلا أولو الألباب)فمن لي بإنسان يعي الدرس الذي.. باحت به الأرض إذ أوحى لهاعجبت من حال امرئ لا يرعوي.. إلا إذا ما زلزلت زلزالها.