13 سبتمبر 2025

تسجيل

كتب عمر رضي الله عنه

01 أبريل 2019

كَتَبَ عمر رضي الله عنه للقادة وللجنود، وكتب للولاة والعمال والأمراء، فالخليفة الراشد أمير المؤمنين رضي الله عنه يمارس الحكمة في القيادة، والحكمة في التواصل والتواصي مع محيطه، والحكمة في الإدارة بكافة جوانبها من بناء القدرات وإدارة الأزمات، والحكمة في إدارة الأموال والمحافظة عليها، وشغله الشاغل التطبيق العملي الذي يؤتي نفعا واستثماراً للطاقات البشرية الموجودة في المجتمع لخدمة الإسلام والأمة والإنسانية كذلك، فالقيادة الصحيحة لأي عمل مهما كان حجمها تحتاج إلى حكمة وقوة وفهم وعمل وتجرد وجرأة وحزم وعزم، والحكمة أن تضع كل شيء في مكانه المناسب الصحيح وفي الوقت المناسب. (هذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه). ففي عصره رضي الله عنه شهد النظام والعمل الإداري تحولاً حضارياً رسّخ النظم الإدارية واهتماماً منه وعناية وتطبيقاً وممارسة، يسمع للشكاوى أيما استماع حين ترد عليه، ولا يتلفها أو يسلمها لغيره، وكانت له علاقة وثيقة بمصالح المجتمع والأمة، وكان يقول رضي الله عنه "إذا ظلم والٍ أحداً من الرعية، وبلغني ذلك ولم أنصفه، فكأني أنا الذي ظلمته" ( هذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه). فعندما يكتب رضي الله عنه لقادته وجنوده وولاته وللعمال والأمراء ومن يوليه على القضاء، لم تكن كتبه ورسائله رضي الله عنه لهؤلاء فقط للكتابة أو مباهاة ومسايرة مع كسرى وقيصر، أو إصداراً للقوانين والتشريعات والمراسيم والقرارات، وإنما كان فيها المتابعة لهم جميعاً. * فكتب رسالة لقائد الجيش سعد بن أبي وقاص وجنود الإسلام رضي الله عنهم أجمعين فقال: أما بعد "فإني آمرك ومن معك من الأخيار بتقوى الله على كل حال، فإن تقوى الله أفضل العدة على العدو". * وكتب عمرو بن العاص والي وفاتح مصر وليبيا وتونس والجزائر والنوبة رضي الله عنه رسالة يعاتب فيها المصريين، فرد عليه عمر رضي الله عنه بكتاب فيه "كن لرعيتك كما تحب أن يكون لك أميرك". * كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضوان الله عليه، إذا استعمل عاملا، كتب عليه كتابا، وأشهد عليه رهطا من الأنصار". وقال رضي الله عنه "إن الناس لم يزالوا مستقيمين ما استقامت لهم أئمتهم وهداتهم". هذا عمر أمير المؤمنين رضي الله عنه وهذه سيرته وأعماله ليست خيالا أو مثالية، وإنما هي وقائع حية وثابتة في صفحات التاريخ الخالدة الناصعة، وشاهدة لا أحد يستطيع أن يُزيلها عن مكانها، وسيظل الكرام الأحرار يكتبون ويتحدثون عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه "الخليفة الراشد العظيم والإمام العادل الرحيم" ما بقيت الحياة إلى أن تقوم الساعة. (هذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه). "ومضة" قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه "إذا ذكر الصالحون فحيهلا بعمر، إن عمر كان أعلمنا بكتاب الله وأفقهنا في دين الله تعالى". انتهى الدرس [email protected]