26 أكتوبر 2025
تسجيللأول مرة في تاريخ الإعلان تحتل صورة مذيع مواطن لوحات الإعلانات في شوارع، والحقيقة أن الأمر لم يكن مستغرباً، ذلك أن هذا المذيع اللامع يحتل مكانة خاصة في نفوس الرياضيين، وهو كما يقال رمانة الميزان عبر برنامجه الأشهر "المجلس" في حلقات ممتدة منذ سنوات.إنني أتحدث عن خالد جاسم، الأشهر عبر كل المحطات، فهو حلقة من حلقات التميز والنجومية ليس على النطاق المحلي، ولكن عبر كل المحطات، يتصف بالثقافة الرياضية الموضوعية، ويملك القدرة على إدارة النقاش، يعرف متى يكبح لجام المندفعين، سواء من ضيوف الحلقة، أو من بعض من يعتقد أنه يفهم في كل شيء. دون أن يتذكر الحكمة الأزلية "رحم الله من عرف نفسه"، أو حتى يستحضر الحكمة الإغريقية "اعرف نفسك" خالد جاسم صورة رائعة للمذيع القادر على إدارة دفة الحلقات، هادئ، رزين، يحترم الآخر، حتى وإن كان الآخر يتميز بكل عيوب الكون، أو كان أهوج. فهو يملك القدرة على كبح جماح اندفاعات كائناً من كان. ومع أن فترة تقديم البرنامج قد تمتد لساعات، إلاّ أن خالد جاسم لا يشعر بالملل ولا يشعر ضيوفه أو المتلقي بالملل، مع أن البعض يحاول عبر الصراخ والعويل أن يبرز طاقاته الصوتية حتى إن مقولة إننا أمة صوتية تنطبق عليه. وهو في هذا الاتجاه قد أصبح له مريدون. لعل أبرزهم شقيقه المذيع حمد جاسم، الذي لا يقل كفاءة عنه في إدارة الحوارات، وكلاهما نموذجا لأبناء هذا الوطن المعطاء. في ذات مساء انبرى أحدهم وهو معروف بأنه لا يعجبه العجب ولا الصيام في رجب أن طرح تساؤله: ماذا لو غاب خالد جاسم عن برنامج المجلس؟ هل هناك من يملك القدرة على خوض غمار التجربة في هذا الاتجاه؟ والحقيقة أن هذا الطرح، طرح ذات أبعاد. ذلك أن العديد من البرامج عبر تاريخ الإذاعات والمحطات قد ارتبط بالنموذج، وكثيراً ما فشل الآخر في اختراق ذاكرة المتلقي ولدينا نماذج في هذا الإطار. لا يمكن حصرها أبداً، ولكن اعتقد جازماً أن هذا البرنامج وأعني "المجلس" قد ارتبط نجاحه بنموذجه الأحادي خالد جاسم وعدد من المشاركين معه، منهم من يملك القدرة والرؤية ومنهم من يشكل إطاراً للإثارة. ولكن إجمالاً فإن هذا البرنامج واحد من أبرز وأميز البرامج التي ترافق لعبة كرة القدم في بلادنا. من هنا فإن نجاح التجربة مرتبط بما يملكه هذا المذيع من كاريزما خاصة والقدرة على الانتقال من واقع إلى آخر وسرعة البديهة والحضور الطاغي.